شارك دونالد ترمب، في اجتماع المنتدى الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، بعد مشاركة الرئيس الصيني شي جين بينج، الذي أكد قوة بلاده التجارية، في وقت لايزال فيه الرئيس الأمريكي ينفي هزيمته في الانتخابات الرئاسية. ويقام اجتماع «أبيك» الذي تنظمه ماليزيا، عبر الإنترنت هذا العام بسبب جائحة كوفيد-19. بحسب موقع «الفرنسية»، يضم الاجتماع 21 دولة مطلة على المحيط الهادئ تمثل مجتمعة 60 في المائة من إجمالي الناتج المحلي العالمي، بينها الولاياتالمتحدةوالصين، أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم. ولدى افتتاح القمة، قدم شي جين بينج بلاده على أنها محرك التجارة العالمية، واعدا «بفتح أبواب» الأسواق الصينية بشكل أكبر. وتعزز دور الصين داخل المنتدى في الأعوام الأخيرة مع انسحاب واشنطن تباعا من الهيئات متعددة الأطراف بدفع من ترمب وشعاره الشهير «أمريكا أولا». إنجاز استراتيجي وقال بينج لقادة منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بمن في ذلك الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، «إن بكين ستفكر بشكل إيجابي في فكرة الانضمام إلى اتفاق الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ»، بحسب موقع «الألمانية». يشار إلى أن الاتفاق الشامل والتقدمي للتجارة عبر المحيط الهادئ، هو نسخة معادة تسميتها من الشراكة عبر المحيط الهادئ وهي اتفاقية تجارية إقليمية روجت لها إدارة باراك أوباما. انسحب ترامب من الشراكة عبر المحيط الهادئ بعد توليه المنصب في أوائل 2017. كما أعربت بريطانيا عن اهتمامها بالتوقيع على اتفاق الشراكة الذي صادق عليه سبعة من أصل 11 موقعا باقين. وربما تكون القمة آخر فرصة لترامب للرد على الرئيس الصيني شي جين بينج، الذي تحدث عن «إنجاز استراتيجي ضخم» للصين لاحتواء الفيروس، وإعادة الإنتاج والحياة بسرعة إلى طبيعتها. ولم يشارك الرئيس الأمريكي في الأسابيع الأخيرة في اجتماعات القمة مع القادة الآسيويين في رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان». وشارك ترامب في القمة رفقة القادة الآخرين عبر تقنية الفيديو، فيما ألقى رئيس وزراء ماليزيا الكلمة الافتتاحية. وظهر جميع القادة بخلفية «أبيك» الرسمية على شاشاتهم، التي تظهر مكتب رئيس الوزراء الماليزي ذا القبة الخضراء، باستثناء ترامب الذي ظهر بخلفية بيج. صدارة التبادل الحر ولم يشارك ترامب في اجتماعات «أبيك» منذ 2017، ما عُدّ في آسيا مؤشرا على صرف الولاياتالمتحدة اهتمامها عن القارة. ورأى إي سان، المحلل في معهد سنغافورة للشؤون الدولية، أن الرئيس الأمريكي الذي يرفض حتى الآن الإقرار بفوز خصمه الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية، يسعى إلى «إعطاء نفسه موقعا رئاسيا على الساحة الدولية». كما توقع أن «يشدد مجددا على الحمائية والآلية الرامية إلى منع الصين من الاطلاع بدور الصدارة في لعبة التبادل الحر». واعتمد ترامب خلال ولايته، سياسة متشددة حيال الصين، ففرض عليها سلسلة من الرسوم الجمركية المشددة وفرض قيودا على قطاعها التكنولوجي، في حين يرجح أن تتبنى إدارة بايدن موقفا أكثر ليونة حيال القوة الاقتصادية الثانية في العالم. وحذر عدد من قادة «أبيك» من الميول الحمائية. وقالت جاسيندا أردرن، رئيسة وزراء نيوزيلندا، «إن المبادلات هي محرك النمو والازدهار في منتدى أبيك منذ إنشائه قبل 30 عاما». وأضافت، «في مواجهة التحديات الاقتصادية الكبرى، يجدر بنا عدم تكرار أخطاء التاريخ واللجوء إلى الحمائية». من جهته، شدد يوشيهيدي سوجا، رئيس الوزراء الياباني، على أن «تحديد القواعد من أجل اقتصاد عالمي حر ومنصف أمر يرتدي أهمية حاسمة». فيما قال رئيس الوزراء الماليزي محيي الدين ياسين، في كلمته الافتتاحية في القمة، «نحتاج إلى التجارة والاستثمار في طريقنا للخروج من التباطؤ الاقتصادي الحالي».