اختتم قادة الدول ال21 الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا المحيط الهادئ (أبيك)، أمس الأحد، في عاصمة البيرو ليما، قمتهم السنوية ال24 لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ ”أبيك”، بتأكيد معارضتهم ”لأي شكل من أشكال الحمائية” في مواجهة الحملة المعادية للعولمة التي أعلنها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. وكانت قد خيمت أجواء من التشاؤم والغموض على المشاركين في القمّة بشأن مصير اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ (تي بي بي) المجهول بسبب تخوفهم من تطبيق الرئيس المنتخب للولايات المتحدة دونالد ترامب البرنامج الحمائي وما وعد به الشعب الأمريكي، في ما يتعلق بالسياسة الحمائية والعولمة وفتح الأسواق. وتبنى المجتمعون في مسودة البيان الختامي إعلانا يؤكدون فيه حرص البلدان على ضفتي المحيط الهادئ على مواصلة التكامل الاقتصادي، عبر رفع الحواجز التجارية. كما أكدوا التزامهم بالمحافظة على الأسواق المفتوحة ومكافحة كل شكل من أشكال الحمائية التي لن تؤدي برأيهم سوى إلى إضعاف المبادلات التجارية وإبطاء التقدم في تعافي الاقتصاد الدولي. كما تعهدوا بعدم خفض قيمة عملاتهم لغايات تنافسية والعمل على إقامة منطقة للتبادل الحر متكاملة على الأمد الطويل. وكان الجمهوري دونالد ترمب فاز في الانتخابات الرئاسية على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، بعد تعهدات ببناء جدار على حدود الولاياتالمتحدة مع المكسيك وتمزيق اتفاقيات تجارية ومنع المسلمين من دخول البلاد. وعيّن في إدارته شخصيات عرفت بمواقف متشددة إزاء الأمن القومي والهجرة، بينهم السناتور جيف سيشنز، والذي كان قد تسبب بجدل بسبب تصريحاته العنصرية.وفي السياق، دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما دول العالم إلى منح رئيس الولاياتالمتحدة المنتخب دونالد ترمب فرصة للحكم. وخاطب أوباما طلاب جامعة كاثوليكية في ليما على هامش القمة قائلا: ”لا تتوقعوا الأسوأ فقط، انتظروا حتى تتسلم الإدارة الجديدة مهامها، إنها حقا تعكف على ترتيب سياساتها، ثم بعد ذلك يمكن أن تصدروا أحكامكم”. وأوضح الرئيس الأمريكي على هامش القمة: ”سيكون من المهم ألا يتسرع العالم في الحكم، بل أن يمنح فرصة للرئيس المنتخب”. مضيفا أنّ ”الولاياتالمتحدة دولة كبيرة إلى حد أنه بعد كل انتخابات يطرح الناس أسئلة كثيرة”. وأشار أوباما إلى أنه لا يتوقع حدوث تغييرات كبيرة في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه أمريكا اللاتينية. وقال ”بعد 10 سنوات شهدنا خلالها اعتماد مزيد من البلدان على الممارسات الديمقراطية، بدأنا الآن رؤية اتجاه معاكس”. واعتبر أن الحكومات التي تضيق الخناق على المعارضة ولا تعتمد نظاما قضائيا مستقلا، سيكون مصيرها الفشل وسينهار اقتصادها. يذكر أنّ الرئيس الأمريكي باراك أوباما وصل إلى ليما عاصمة بيرو، ليل الجمعة، وذلك في آخر زيارة رسمية له إلى الخارج قبل مغادرته البيت الأبيض في 20 يناير المقبل، للمشاركة في القمة ال24 لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ ”أبيك” التي تجمع 21 قوة اقتصادية. وكانت جولة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته قد اشتملت قبل وصوله إلى بيرو زيارة كل من اليونان وألمانيا. وشارك أوباما أيضا في اجتماع يضم قادة الدول ال12 التي وقعت في 2015 اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، وهي الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك وتشيلي وأستراليا ونيوزيلندا واليابان وبروناي وماليزيا والبيرو وسنغافورة وفيتنام. ويبقى مصير هذه الاتفاقية بيد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب بسبب عدم مصادقة الولاياتالمتحدة حتى اليوم عليها. ويمثل أعضاء ”أبيك” المجتمعين في عاصمة البيرو حوالى 60 في المائة من الاقتصاد العالمي و40 في المائة من سكان العالم.