«المينورسو» تحوّلت إلى بعثة تنظّم مرور مسروقات الاحتلال أكّدت مستشارة الرئيس الصحراوي، النانة لبات الرشيد، أن الاحتلال المغربي ضيّع على نفسه وعلى شعبه سنين كثيرة وفرصة ثمينة للجنوح إلى السلام الحقيقي الذي يحترم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، معربة عن استيائها من تحول «المينورسو» إلى مجرد بعثة أممية «لتنظيم مرور التجارة والمسروقات المغربية من الصحراء الغربية». قالت النانة لبات الرشيد أن الاحتلال المغربي ضيّع على نفسه وشعبه تقريبا ثلاثين سنة أو أقل بقليل من السلام المتعثر بفعل تماطله وسياسة التعنت والهروب إلى الأمام، والتي أثبتت محاولاته التنصّل في كل مرة من مسؤولياته اتجاه الشعب الصحراوي، في وقت كان أمام الاحتلال المغربي فرصة لا تعوّض لمنح الصحراويين حقهم في تقرير المصير، والمضيّ قدما في بناء صرح مغاربي موحّد وفعال ومتكامل، لكن التماطل والتعنّت والإصرار على انتهاك حقوق الصحراويين وضرب مقررات الأممالمتحدة القاضية بضرورة تمكين الشعب الصحراوي من حقه في الحياة الكريمة، تحوّلت إلى ممارسات أضاع بها نظام الاحتلال فرصة السلام، ولم يعد من سلام في الصحراء الغربية إلا ما أنجبه استئناف الكفاح المسلح الذي أعلنته البوليساريو يوم 13 نوفمبر بعد خرق الاحتلال المغربي لوقف إطلاق النار. وبخصوص تماطل الأممالمتحدة في تعيين مبعوث شخصي للامين العام في الأراضي الصحراوية طيلة هذه المدة، الأمر الذي خلق جوا مثاليا أمام الاحتلال المغربي للإمعان في سياسة الاستهتار والتعنت وضرب كل القرارات الدولية والمواثيق الأممية عرض الحائط، مما دفع بالأمور في المنطقة نحو المنزلق، قالت لبات الرشيد أن تعيين بعثة المينورسو في الوقت الراهن من عدمها أًصبح أمرا غير مهم، خاصة إذ علمنا أنّ هذه البعثة تحولت للأسف من بعثة مخصصة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية إلى مجرد عناصر تابعة للأمم المتحدة تحرس الثغرات غير الشرعية التي أحدثها جيش الاحتلال المغربي على طول جدار العار الفاصل، ومن بين تلك الثغرات ثغرة الگرگرات طبعا، والتي سعى نظام الاحتلال على مرأى ومسمع من البعثة الأممية إلى جعلها بوابة لأفريقيا كما يزعم، بينما كان منوطا بالبعثة أن تمنع ذلك لأنه خرق لوقف إطلاق النار وتغيير للوضعية المتفق عليها غداة توقيع الاتفاق. وأضافت مستشارة الرئيس الصحراوي أن المناضلين بالمناطق المحتلة لا يحتاجون إلى الدعوة للمزيد من مناهضة الاحتلال المغربي والتصدي له، فهم مستمرون في نضالهم ومواجهة الاحتلال، والدولة الصحراوية دعت كل الهيئات الدولية المعنية بحماية المدنيين ضمن مناطق النزاعات المسلحة إلى حماية الصحراويين بالمدن المحتلة كونهم يقعون تحت قمع نظام الاحتلال المغربي. وبخصوص إمكانية عودة جبهة البوليساريو إلى طاولة المفاوضات مجددا مع الاحتلال المغربي من أجل التوصل إلى تسوية تمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره وفق ما تقتضيه الشرعية الدولية، قالت النانة: «ليس هناك أي حديث عن المفاوضات أو غيرها، لقد نسف استئناف الكفاح المسلح كل ما قبله من مواثيق واتفاقيات لم تكن أصلا محل تطبيق، والأيام القادمة ستكشف عن كيفية أخرى للتعامل مع الملف، وعلى كل حال يبقى باب الحوار مفتوحا لكن لا شيء سيوقف العمل المسلح إلا الاستقلال التام مهما طال الدهر أو قصر».