تبذل وهران مساعيَ حثيثة للحفاظ على المحيط الغابي، من خلال حملات واسعة للتنظيف والتشجير، أطلقتها الجهات الرسمية، بالتنسيق والتعاون مع مختلف فعاليات المجتمع المدني من الجمعيات والمنظمات النشطة في مجالات مختلفة، وسط تحديات كبيرة فرضها موجات الجفاف والانتهاكات الخطيرة لحقوق البيئة. فنّدت المديرية الولائية للبيئة كل الأخبار المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام، بخصوص عمليات تشجير الغابات «المحروقة»، واصفة إياها بالمعلومات المغلوطة، على اعتبار أنّ عملية إعادة إحياء الغابات المتضررة بفعل الحرائق، تتم طبيعيا ضمن العوامل التي يفرضها المناخ والتربة، ودون تدخل البشر، بحسب ما أكدته المسؤولة الأولى على القطاع بالولاية دحو سميرة. أوضحت دحو في تصريح صحفي، أنّ «كل المعطيات العلمية، تؤكّد أنّ النظام البيئي للغابات يتجدّد بفعل العوامل المناخية المختلفة، ودون أي تدخّل من العنصر البشريّ»، داعية في سياق متّصل المواطنين وفعاليات المجتمع المدني، إلى تجنب زراعة الأشجار في المساحات الغابية المصابة بالحريق، ما عدا حملات التنظيف. كما نوّهت بضرورة مساهمة الجميع لإنجاح حملة التشجير الولائية، والتي تندرج في إطار المخطط الوطني للتشجير والرفع من الغطاء النباتي، لاسيما من خلال التعاون من أجل المحافظة على الشجيرات والعناية بها والاستمرار في زراعة أخرى جديدة، ولاسيما الجهود التي تبذل في مجال «السقي»، في ظل تواصل الجفاف وعدم سقوط الأمطار، وفق تعبيرها. وفي الختام، نوّهت نفس المسؤولة إلى أهمية النظام البيئي الغابي في التغيرات المناخية، وذلك من خلال زيادة رطوبة الجو والمساهمة في تنقية الهواء وتقليل تعرية التربة وحمايتها من الإنجراف وغيرها من الفوائد التي تصب في حياة الإنسان ومختلف أنواع الكائنات الحية. غرس أكثر من 1000 شجيرة بغابة «مداغ» برمجت عاصمة الغرب الجزائري وهران، أمس السبت، بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية عملية غرس أكثر من 1000 شجيرة على مستوى المساحة التي تمسها الحرائق من غابة «مداغ» والتي شهدت عدّة حرائق في السنوات الأخيرة، آخرها في 6 نوفمبر الجاري، تسبب في إتلاف أكثر من 400 هكتار من الغطاء. تندرج هذه العملية في إطار الحملة الوطنية للتشجير التي تتواصل إلى غاية 21 سبتمبر، ويشمل الجدول المسطر بوهران غابة «مداغ» التي حفل الانطلاقة، تليها غابة «العذراء» ببلدية مسرغين ، ثم غابة «جبل الأسود»، فغابة «سيدي غانم» ببلدية طافراوي، وذلك تبعا كل يوم «سبت»، وتبقى الحملة مفتوحة للجميع، شريطة التنسيق مع محافظة الغابات، باعتبار أنّ هناك أنواع من الأشجار غير صالحة بمثل هذه الفضاءات المحمية، كما سبق وأن أشارت إليه «الشعب» في أعدادها السابقة.