في الوقت الذي يزرع فيه البعض ثقافة التشكيك في مسار الثورة التحريرية بينما تطاردهم لعنة التاريخ، تستمر للأسف هنا وهناك سلوكات اللامبالاة أو الإهمال وربما وأتمنى أن أكون مخطئا سلوكات تصنف في خانة الخيانة تتمثل في الإساءة للراية الوطنية مثلما تعكسه هذه الصورة التي إلتقطها مواطن غيور بالقرب من احد الفنادق بسيدي فرج يوم 21 أكتوبر الحالي. الصورة معبرة بما لا يدع مجالا للنقاش عن الحالة التي بلغتها رموز الثورة والدولة المستقلة وتحمل مدى سلبية شريحة من الجزائريين الذين لا ينتسبون إلى هذا البلد إلا ببطاقة التعريف كورقة للهوية وفقط. إذا كان مثل هذا الإهمال صادرا عن ''حركي'' أو مزدوج الجنسية فلا غرابة واللوم عمن لم يتدخل لإبطال هذه الجريمة وان كان صادرا عن مواطن عادي فالطامة كبرى حينها تطرح أكثر من سؤال؟ حقيقة يمر الإنسان بظروف صعبة أو تعترضه متاعب لكن لا ينبغي إطلاقا أن يدوس على مثل هذا الرمز الذي يمثل عنوانا كبيرا للجزائر وشعبها وكان العدو الاستعماري يجن جنونه إذا ما عثر عليه في بيت جزائري. لا يمكن قبول مثل هذه الصورة وأحسن رد على أصحابها أن ترفع المؤسسات الاقتصادية والسياحية بالذات العلم الوطني عاليا يرفرف رغم الأعداء والجاحدين وما يدمي القلب انه في بلدان أخرى يحظى علمهم الوطني بتقدير أشبه بالتقديس وعلمنا أحق بأن يوضع تاجا على رؤوس الأحرار ... كيف لا وقد خضب بدماء مليون ونصف مليون شهيد وقبلهم الملايين ممن سقطوا برصاص المحتلين الأنجاس منذ أن وطأت أقدامهم القذرة تراب بلدنا الطاهر الذي لا يزال يتعرض للطعن وأحيانا ممن قطفوا ثمار استقلاله.