تفعيل نظام خاص للتدخل خلال تساقط الأمطار قام الديوان الوطني للتطهير خلال الفترة الممتدة من 1 سبتمبر إلى 31 أكتوبر من العام الجاري، أكثر من 45700 تدخل، ما سمح بتنظيف أكثر من 80 ألف مشعب و 98 ألف بالوعة و 934 كم من شبكة الصرف الصحي، ولتحقيق هذه العمليات تمت تعبئة أكثر من 1250 فرقة. تولت فرق الديوان الوطني للتطهير عمليات تنقية المشاعب والبالوعات والمجمعات وشبكات الصرف الصحي واستخراج النفايات الصلبة، وقامت بتحديد جميع النقاط السوداء للشبكات التي تشكل مناطق حساسة وعرضة للفيضانات من أجل رصدها في حالة سوء الأحوال الجوية، ناهيك عن دعم قطاع الأشغال العمومية من خلال تسريح البالوعات في اطار التكفل بظاهرة الفيضانات في الطرق. وتأتي هذه العمليات، بحسب الديوان في إطار حملة التنظيف الوقائي التي يطلقها نهاية كل صيف، استعدادًا لموسم الشتاء، ولمكافحة جميع مخاطر الفيضانات، حيث يقوم بعمليات تنظيف واسعة النطاق لشبكات الصرف الصحي والهياكل الملحقة بها في جميع أنحاء البلاد، وستتواصل العملية الى غاية انتهاء موسم الأمطار. وأسفرت عملية تنظيف المشاعب والبالوعات والمجمعات المائية و شبكات الصرف الصحي عن اخراج الكثير من النفايات الصلبة ومنها من لم يكن متوقعا كالصناديق البلاستيكية والعجلات المطاطية، وهو ما ينشره الديوان عبر صفحته الرسمية للتحسيس بخطورة إلقاء مثل هذه المواد، وإمكانية تسببها في كوارث تصل إلى حد الفيضانات، وكذا الإضرار بالبنية التحتية ومحطات التطهير. في المقابل قام الديوان بتفعيل نظام خاص للتدخل، لا سيما مع الأمطار الغزيرة التي ميزت الأيام الأخيرة، وتم حشد فرقه المعبأة بالموارد المادية اللازمة في عدة ولايات للقيام بالتدخلات، على إثر السيول التي غمرت عدة مناطق. في هذا السياق، يذكّر الديوان بأن هذه الانسدادات تنتج في الكثير من الأحيان عن مشاكل الصرف المتزايدة بسبب تراكم القمامات في المجاري والأنابيب المسدودة، داعيا إلى التحلي بالسلوكيات السليمة للمساهمة في مكافحة مخاطر الفيضانات من جهة، ومن جهة أخرى لتجنب التدخلات الصعبة، لأن هذه النفايات تنهي رحلتها في محطات معالجة مياه الصرف الصحي. في هذا الاطار، يواصل «أونا» تحسيس المواطنين من أجل الحفاظ على شبكات الصرف الصحي وأنظمة الإخلاء، من خلال صفحته الرسمية على الفايسبوك وذلك بنشر صور التدخلات التي تعكس حجم المشاكل الناجمة عن رمي النفايات في قنوات الصرف والمجاري المائية. ويعتبر هذا العمل جزءا لا يتجزأ من الاستراتيجية الوطنية لحماية المدن من الفيضانات، والتي تم إعادة تحيينها مؤخرا في حين لم يكشف بعد عن الميزانية المخصصة لها وكذا المشاريع المدرجة في إطارها، حتى تتلاءم مع عدة متغيرات، سيما التغيرات المناخية والتوسعات العمرانية للمدن. وكانت الاستراتيجية الوطنية لحماية المدن من الفيضانات المعدة سنة 2017، قد سمحت بإحصاء أكثر من 700 منطقة مهددة بالفيضانات، بالإضافة الى وجود برامج لحماية المدن ما سيسمح أيضا بإعداد برنامج على الأمد المتوسط.