أحيت دار الثقافة الدكتور احمد عروة بالقليعة، أول أمس، الذكرى السنوية لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 ضمن احتفالية متنوعة خصص جزء هام منها للحديث عن المسار الاحترافي لجريدة «الشعب» التي أدركت عيد ميلادها الثامن والخمسين هذه السنة. وفي ذات السياق، فقد احتضن بهو دار الثقافة معرضا خاصا بجريدة الشعب ضمّ 1610 عدد يندرج ضمنها العدد التجريبي الذي صدر باللغة الفرنسية في ظروف جد صعبة، شهر سبتمبر 1962، اضافة الى أعداد أخرى يرجع تاريخها الى فترة الرئيس الراحل هواري بومدين وشمل المعرض مختلف الفترات التي مرّت بها الجريدة، منذ تأسيسها الرسمي في 11 ديسمبر 1962، وهو المعرض الذي تبناه بقناعة واعتزاز الأستاذ ميلود عمامرة المولع بتاريخ الجزائر الحديث وتاريخ الصحافة الوطنية على وجه الخصوص. احتضنت قاعة النادي الأدبي لدار الثقافة لقاءً تاريخيا بامتياز قدمت خلاله مداخلات قيمة حول مظاهرات 11 ديسمبر وتداعياتها الايجابية على الثورة ومسار جريدة الشعب عبر عقود خلت من الزمن التزمت خلالها الجريدة بخطها الوطني وأسلوبها المتميّز لمعالجة الأحداث والقضايا بكل موضوعية، وتكفلت الصحفية سهام بوعموشة بتقديم مداخلة حول ذات الموضوع باعتبارها متخصصة في الشأن التاريخي ومطلعة على مسار الجريدة، منذ نشأتها من خلال إدراج شهادات حية للمؤسسين الأوائل لذات الصحيفة بمذكرة تخرجها بدرجة ماستر. وأوضحت الصحفية سهام بوعموشة أنّ جريدة الشعب المنشأة سنة 1937 من طرف الشاعر مفدي زكرياء وغيره من الوطنيين الأحرار كانت تسعى للحفاظ على مقومات الشخصية الجزائرية من جهة والمطالبة بالاستقلال من جهة أخرى. وتصبو جريدة الشعب، منذ الاستقلال والى غاية اليوم لتنوير الرأي العام الوطني والدفاع عن الوحدة الوطنية واللغة العربية، وهو المسعى الذي لا يزال قائما الى اليوم. وعرّجت المتحدثة على الفترة العصيبة التي عاشتها الجريدة خلال فترة العشرية السوداء حين اضطرت الى تسريح عدد من عمالها، غير أنّ الأمور عادت الى نصابها عقب هذه الفترة بحيث شهدت المؤسسة استقرارا نسبيا على مدار عقدين من الزمن شهد العقد المنقضي اهتماما متميّزا بالجوانب التاريخية من خلال عقد ملتقيات خارج العاصمة على هامش الذكرى السنوية لميلاد الجريدة وهو التوّجه الذي لا يزال قائما إلى حد الآن، والذي تدعّم مؤخرا بتحويل الموقع الالكتروني للجريدة إلى جريدة إلكترونية تعالج الأحداث بصفة آنية إضافة إلى استصدار مجلة اقتصادية وأخرى خاصة بالتنمية المحلية سترى النور قريبا ولا يزال الجهد قائما ومتواصلا لترقية الجريدة إلى مؤسسة إعلامية راقية.