ستكون سلطات الضبط المستقلة في قطاع الإعلام بالجزائر، محور ملتقى وطني بواسطة التحاضر المرئي عبر تقينة الزوم، تحتضنه جامعة الإخوة منتوري بقسنطينة، نهاية الأسبوع الجاري، حيث يأتي الملتقى في ظروف خاصة يعيشها الإعلام بالجزائر، بعد تسجيل عديد الانحرافات والتجاوزات القانونية والأخلاقية والمهنية على مستوى الصحافة، أغلبها بقطاع السمعي البصري. ستضع نخبة من الدكاترة والمختصين بمختلف جامعات الجزائر، بالتنسيق مع الجهات المنظمة للملتقى، ممثلة في بكلية الحقوق وفرقة البحث وسلطة ضبط السمعي البصري بين النص القانوني والواقع، واقع سلطتي الضبط للصحافة المكتوبة والسمعي البصري تحت المجهر من خلال تقييم تجربة السمعي البصري بالجزائر ومدى فعالية سلطتي الضبط في تحقيق الإعلام المنشود وضمان حق المواطن في إعلام نزيه بعيدا عن الخروقات التي أصبحت تشوه الممارسة الإعلامية بسبب انتشار الأخبار الكاذبة والتضليل والاصطدام مع قيم وأخلاقيات المجتمع. كما سيكون الملتقى الوطني الأول من نوعه، فرصة للباحثين لتقديم مداخلات عديدة حول محاور الملتقى الذي يرأسه الدكتور حمزة نقاش، والذي سيدرس صلاحيات سلطتي الضبط، والرقابة عليها، ومدى استقلاليتها، وكذا فرص الاستثمار في قطاع الإعلام، مع التطرق لبعض التجارب الخاصة بالضبط في التشريعات المقارنة. وعن أهداف الملتقى، أكد الدكتور حمزة نقاش، حرص منظمي هذه التظاهرة العلمية على تقييم مدى استقلالية سلطتي الضبط للصحافة المكتوبة والسمعي البصري عن السلطة التنفيذية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على النظام القانوني لسلطات الضبط في مجال الإعلام. كما سيعالج الملتقى إشكالية جوهرية تتمثل في مدى تكريس المشرّع لاستقلالية وحياد سلطات الضبط المستقلة في الإعلام كهيئات تعوض انسحاب الدولة من تسيير القطاع ورقابته، خاصة مع ظهور أنماط جديدة في الإعلام العمومي بفعل تطبيقات تكنولوجيا الإعلام والاتصال الجديدة التي تشهد عمليات ضبط وتعديل وتكييف عمل وسائل الإعلام. ويرتقب أن يخرج الملتقى بعديد التوصيات الهامة في مجال تفعيل أدوار هذه السلطات ودعوة المشرّع الجزائري للمزيد من الانفتاح، وتكريس قيم احترام مبادئ المهنة والرقي بالذوق العام، بهدف ترقية المشهد الإعلامي السمعي البصري خاصة، وضبطه طبقا لأخلاقيات المهنة وقواعدها القانونية والتنظيمية.