قال ممثل جبهة البوليساريو بإسبانيا، عبد الله العرابي، إن الصحراويّين حذّروا لسنوات الحكومات الإسبانية المتعاقبة من مغبة «الاستسلام للنظام المغربي ولسياسته التوسعية على حساب بلدان الجوار». عبّر الدبلوماسي الصحراوي عن أسفه إزاء «إصرار إسبانيا على إرضاء النظام المغربي بأي ثمن، حتى ولو كان على حساب التطلعات المشروعة للشعب الصحراوي»، مشيرا إلى أن جل الحكومات الإسبانية «استسلمت للمساعي المغربية ومقايضة كل المبادرات للتوسط أو لعب دور حاسم وإيجابي يخدم الحل النهائي لقضية الصحراء الغربية». وبشأن التطورات الأخيرة، وصف عبد الله العرابي، الإعلان الأحادي الجانب للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، الاعتراف بالسيادة المزعومة للنظام المغربي على الأراضي المحتلة للصحراء الغربية ب «الخطأ»، وبأنه يخالف الموقف التقليدي للولايات المتحدةالأمريكية بشأن قضية الصحراء الغربية، كما أنه يضع الإدارة الجديدة في مأزق خطير، ويثير التوتر في ذلك الجزء من إفريقيا، ممّا يقوّض أيضا أي جهد لتحقيق السلام في الصحراء الغربية. وأضاف المسؤول الصحراوي أنّ «جبهة البوليساريو يحذوها أمل في عدول إدارة جو بايدن الجديدة عن هذا التوجه من خلال إلغاء هذا الإعلان، الذي يعرض دور الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن الدولي لخطر جسيم وخاصة الدفاع عن حق تقرير المصير للشعب». كما قال إنّ ما يثير القلق للغاية هي وضعية المواطنين الصحراويين في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، حيث تتزايد انتهاكات حقوق الإنسان في ظل غياب تام للصحافة والمراقبين الدوليين. وفي ذات السياق، أعرب عبد الله العرابي، عن أسفه لإستمرار «فشل بعثة المينورسو في تنفيذ مهمتها المتمثلة في إجراء الإستفتاء، والرضوخ لمحاولة العرقلة من طرف النظام المغربي وحلفائه في الأممالمتحدة إلى أن تحولت البعثة إلى مجرد أداة لإدامة الوضع الراهن واحتلال بلادنا ونهب ثرواتنا الطبيعية». وفيما يتعلق بدعم المجتمع المدني الإسباني للشعب الصحراوي، أوضح الديبلوماسي الصحراوي أنه «على الرغم من المستوى العالي من التضامن مع شعبنا طيلة السنوات الخمس والأربعين، إلا أن الحكومات المتعاقبة لم تتجاوب مع ذلك الدعم بل للأسف حاولت الحفاظ على مصالحها الاقتصادية بدلا من دعم الشرعية الدولية وتحمل مسؤولياتها التاريخية والقانونية». ميدانيا، تستمر هجمات قوات جيش التحرير الشعبي الصحراوي مستهدفة معاقل وتخندقات قوات الاحتلال التي تكبّدت خسائر معتبرة في الأرواح والمعدات على طول الجدار العازل. أول اتّصال بين محمد السادس ونتنياهو كان الملك محمد السادس أجرى الجمعة، مباحثات هاتفية مع رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، نوه خلالها ب «إعادة تفعيل آليات التعاون بين المملكة المغربية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، واستئناف الاتصالات بشكل منتظم، في إطار علاقات دبلوماسية سلمية وودية». وجاءت هذه المكالمة، الأولى من نوعها بين الملك ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بعد الزيارة التي قام بها مبعوثون إسرائيليون إلى المغرب يوم الثلاثاء الماضي في إطار التطبيع المغربي الإسرائيلي الذي أُعلن عنه في العاشر من ديسمبر الحالي، بعد اتصال هاتفي بين الملك والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.