بشكل غير مسبوق تتسارع التطوّرات السياسية والأمنية في واشنطن، قبل يوم واحد فقط من انتهاء حقبة دونالد ترامب وتنصيب جو بايدن رئيسا جديدا للولايات المتحدةالأمريكية، بداية من اعتقال «ذي القرنين» والاستنفار الأمني الذي جعل المشهد ساخنا إلى كشف خطة لبيع حاسوب نانسي بيلوسي للمخابرات الروسية. بعد أن حبس العالم أنفاسه في انتظار رؤية إدارة جديدة بالبيت الأبيض، يتصاعد القلق في واشنطن من احتمال أن تصاحب هذا التغيير مشاكل أمنية تضرب استقرار أقوى دولة على مستوى العالم. ودخلت العاصمة واشنطن مرحلة متقدمة من الإجراءات الأمنية، وذلك في إطار خطة لتأمينها قبل حفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن. وفيما يلي أبرز التطورات الأخيرة في الولاياتالمتحدة: حملة اعتقالات تحوّلت واشنطن إلى ثكنة عسكرية وسط تحذيرات خطيرة من ال»إف بي آي» ووكالات اتحادية أخرى من احتمال وقوع أعمال عنف قبل موعد التنصيب، إذ «يتطلع المتعصبون البيض وغيرهم من المتطرفين إلى استغلال الإحباط بين مؤيدي ترامب الذين صدّقوا الأكاذيب حول تزوير الانتخابات». وأعرب رون كلين كبير موظفي البيت الأبيض في إدارة بايدن عن قلقه من التهديدات الأمنية التي قد تصاحب حفل التنصيب، إلا أنه أبدى ثقته بقدرة الأجهزة الأمنية على تأمين الحفل. مما يصعد من موجة الخوف تواجد مسؤول كبير في قبضة الأمن، حيث أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن مكتب التحقيقات الفدرالي «إف بي آي» اعتقل مسؤولا بولاية نيو مكسيكو قرب مبنى الكونغرس في العاصمة واشنطن على صلة باقتحام الكونغرس، وذلك ضمن حملة اعتقالات لمتورطين في أحداث اقتحام الكونغرس، بالتزامن مع أنباء عن صدور عفو رئاسي عن بعض أولئك المتوّرطين. وأوضحت وسائل الإعلام أن المسؤول يدعى كوي غريفين وهو مفوّض بالولاية، وقد تعهد بالعودة إلى واشنطن مدججا بالسلاح للاحتجاج على تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، غدا الأربعاء. بيع حاسوب بيلوسي للروس كما تم اعتقال «ذي القرنين» الشخص المتداولة صورته في وسائل الإعلام وهو يرتدي فروة ويضع قرنين على رأسه، ويدعى جيك آنجلي، بالإضافة إلى عناصر آخرين، وذلك في إطار حملة اعتقالات مستمرة لمتورطين في اقتحام الكونغرس. ويضاف إلى ذلك انتشار أمني كثيف في مختلف الولايات بعد أن عبأت أكثر من 12 ولاية حرسها الوطني للمساعدة في تأمين أبنية الكونغرس، في أعقاب تحذيرات أمنية من احتجاجات مسلحة لمتطرفين يمينيين ممن شجعهم الهجوم الدامي على مبنى الكونغرس بواشنطن في جانفي الجاري. والاخطر من كل ذلك تواجد حاسوب بيلوسي خارج الكونغرس والتخوف من بيعه للمخابرات الروسية حيث نقلت مصادر إعلامية أن مكتب التحقيقات الفدرالي يحقق في أدلة لديه حول امرأة شاركت في اقتحام الكونغرس وسرقت حاسوبا محمولا من مكتب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وتعتزم بيعه للروس. ووردت هذه المعلومات في إفادة خطية كتبتها سلطات تنفيذ القانون في مدينة هاريسبرغ بولاية بنسلفانيا، تصف فيها القضية الجنائية المرفوعة ضد امرأة تدعى رايلي وليامز، شوهدت في عدة لقطات أمام مكتب نانسي بيلوسي، خلال اقتحام مبنى الكونغرس. الجريمة الرئاسية الأخطر من جهته، حذّر السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام من إصدار عفو من قِبَل الرئيس ترامب عن الذين اقتحموا الكونغرس في السادس من الشهر الجاري، معتبرا ذلك خطأ. من المتوقع أن تبدأ محاكمة دونالد ترامب بعد ساعات قليلة على تولي بايدن مهامه. ويتهم الديمقراطيون ترامب ب «التحريض على تمرد» أنصار له واقتحامهم الكابيتول في 6 جانفي الجاري، ما أدى إلى سقوط 5 قتلى. وقال جيمي راسكين أحد البرلمانيين الذين يقفون وراء إجراءات عزل الرئيس، إن دونالد ترامب ارتكب «الجريمة الرئاسية الأخطر في تاريخ الولاياتالمتحدة». يذكر أنه تم تقسيم العاصمة واشنطن إلى منطقتين أمنيتين؛ الأولى هي المنطقة الحمراء حيث الدخول إليها محظور بالكامل باستثناء سيارات الشرطة والآليات العسكرية، وهي تمتد من غرب البيت الأبيض إلى شرق الكونغرس ومن بينهما، فيما المنطقة الخضراء متاحة فقط للعاملين والقاطنين فيها، لكن سيرا على الأقدام.