أشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع، أمس، على مراسم تخرج الدفعة ال40 من الضباط المتربصين بدورة القيادة والأركان الذين قضوا سنة دراسية واحدة بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة. وشملت المراسم التي أشرف عليها الرئيس بوتفليقة في احتفائية عسكرية تناسب 50 سنة من الاستقلال الوطني، الدفعة ال43 للطلبة الضباط العاملين في التكوين الأساسي الذين أنهوا مدة تعليمهم التي دامت 3 سنوات دراسية بالأكاديمية. كما شملت المراسم التي حضرها طاقم وزاري وضباط سامون، الدفعة ال5 للتكوين العسكري القاعدي المشترك، كاشفين بحق أهمية الموارد البشرية وتأهيلها لتعزيز الجيش الوطني الشعبي المستمر في مسعى العصرنة والاحتراف. تعمل المدارس العسكرية العليا على مرافقته في المسار المدرج ضمن إصلاحات جذرية ما انفك رئيس الجمهورية ينادي بها، ويحرص على توسيعها لمختلف القطاعات، في مقدمتها العسكرية. وكانت هذه المسألة ضمن الكلمة التي ألقاها الفريق أحمد ڤايد صالح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي وكذا العميد سيدان علي قائد الأكاديمية العسكرية لشرشال مبرزين الرعاية الممنوحة من رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع لتشييد جيش جزائري عصري بأتم معنى الكلمة، تلعب فيه المنظومة التكوينية الدور الأساسي وتساعد على رفع مكانته وموقعه ضمن المؤسسات الجمهورية السيادية. وحل رئيس الجمهورية بالمدخل الرئيسي للأكاديمية العسكرية في حدود ال11 صباحا وسط ضباب خفيف ممزوج برطوبة وقطرات ماء أظفت على الجو الذي سادته بعض الحرارة انتعاشا ملحوظا. وكان في استقبال الرئيس، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع عبد المالك ڤنايزية، ورئيس أركان الجيش الفريق أحمد ڤايد صالح واللواء أحسن طافر قائد القوات البرية، واللواء حبيب شنتوف قائد الناحية العسكرية الأولى، والعميد سيدان علي قائد الأكاديمية. بعدها أدت تشكيلة عسكرية للرئيس بوتفليقة، التحية العسكرية الشرفية.. ثم استمع الرئيس بالقاعة الشرفية إلى عرض عن الأكاديمية وما تقوم به من جهود جبارة في تخرج كفاءات يحسب لهم حساب، منهم ما تضمنتهم مراسم أمس التي جرت في أجواء تنظيمية محكمة. وبساحة العلم أشرف رئيس الجمهورية على حفل التخرج بدء بتفتيش وتحية التشكيلات المصطفة، المتكونة من الضباط المتربصين بدورة القيادة والأركان والطلبة الضباط العاملين للسنوات الثلاث. نجاح بعد جهود وبعد كلمتي رئيس الأركان، الفريق قايد صالح، وقائد الأكاديمية العميد سيدان، أدى المتخرجون القسم، ووزعت بمنتصف ساحة العلم الشهادات على المتفوقين الذين أثبتوا أن النجاح لم يأت هبة، لكن بعد جهد جهيد ومثابرة في التحصيل المعرفي العسكري. وسلم الرئيس بوتفليقة، بالمناسبة، الشهادة للمتفوق الأول من دورة القيادة والأركان.. ويتعلق الأمر بالنقيب فوحال حسين.. كما قلد الرئيس رتبة ملازم للمتفوق الأول من التكوين الأساسي وسلمه سيف الأكاديمية. وفسح المجال لمرافقيه لتقليد الرتب وتسليم الشهادات للمتفوقين الباقين، وسلم الرئيس بوتفليقة في الختام للمتفوق الأول من التكوين العسكري القاعدي المشترك شهادة النجاح. وتواصلت المراسم التي توبعت باهتمام بالغ من الحضور، بتسليم الدفعة المتخرجة من الطلبة الضباط الحاملين لراية الأكاديمية للدفعة الموالية، وتقدم المتفوق الأول من الدفعة ال43 من التكوين الأساسي طالبا من رئيس الجمهورية الموافقة على تسمية الدفعة باسم المجاهد المرحوم (بوشعيب بلحاج) المدعو (سي أحمد) أحد صانعي التحرر الوطني، وتم له ذلك، لتخلي التشكيلات العسكرية ساحة العلم قبل الشروع في استعراض يكشف عظمة عناصر الجيش الوطني الشعبي، وقوة تكوينهم لاعتلاء المناصب، وتقلد المسؤوليات. حركات واستعراض آية في الإبداع وظهر هذا جليا في العروض الرياضية والعسكرية التي أبدعت فيها فرق الجيش في فنيات القتال المتلاحم، (الكراتي) والحركات الجماعية بالسلاح ودونه، واللوحة المشكلة أمام الملأ ممثلة في خريطة الجزائر والألوان الوطنية. وجاءت معبرة مخلدة لاحتفائية خمسينية الاستقلال الوطني، مؤكدة على أن الجيش يبقى الجدار الواقي للسيادة، والآمن للحدود والوحدة الترابية في كل الظروف. وتجاوب رئيس الجمهورية مع هذه العروض التي انتهت باستعراض عسكري دقيق تحت أنغام الموسيقى العسكرية لفرقة الحرس الجمهوري.. كما تجاوب الرئيس مع البث المباشر عبر الشاشة العملاقة لتمارين بيانية نفذت من القوات البحرية، وتشمل تمارين البحث والإنقاذ في عرض البحر، وتمرين في الإخلاء الطبي بواسطة حوامات البحث والإنقاذ على متن سفينة جزائرية أصيبت بقصف معاد. وجرى كل ذلك تحت تصفيقات مدوية من الحضور، متبوعة بزغاريد نسوية.. يترجم كيف، متى ولماذا تبقى المؤسسة العسكرية في الجزائر قلعة صامدة، متطورة لا تقبل بالجمود، وبفضل هذه الديناميكية كسبت مصداقية وقيمة، لا تقدر بثمن، تستحق عندها التنويه والإشادة باعتبارها مفخرة الجزائر. إنها مسألة دونها رئيس الجمهورية في السجل الذهبي للأكاديمية، قبل مغادرته لها، وترك بصماته على سجل المسيرة التكوينية للأكاديمية التي غلقت عقدها الرابع.. وتحمل دفعات تخرجها هذه المرة حالة التمايز والإستثناء، ألم تجر عشية احتفائية بنصف قرن من الاستقلال الوطني، وما تحمله الذكرى من معان ودلالة.