يعتبر الفنان التشكيلي المتميز، فؤاد بلاع، من بين فناني الجيل الجديد الحامل للواء الفن التشكيلي بالجزائر، حيث يحرص على المشاركة القوية في مختلف المعارض الوطنية والدولية الخاصة بهذا الفن، الذي يصفه بغذاء الروح ولغة التواصل بين الشعوب للترويج للفن والثقافة الجزائرية، وإسماع صوتها في مختلف المحافل الدولية. أكّد الفنان فؤاد بلاع ابن خنشلة، في تصريح لجريدة «الشعب»، ولعه بالفن التشكيلي وحبّه اللاّمتناهي للقصص والحكايات التي يرسمها بريشته الذهبية، يعالج من خلالها مختلف القضايا الراهنة ناقلا لرسائل ومضامين ثقافية تاريخية إنسانية عبر لوحاته التي زيّنت مؤخرا معرضه الدولي الموسوم «رغم الألم ريشتنا الأمل»، برواق باية بقصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة، المنظّم تحت رعاية وزارة الثقافة حيث جاء المعرض حسب ما أفاد به المتحدث لرصد الجمعية الولائية «لمسات للفنون التشكيلية»، وهي الجمعية الثقافية التي يرأسها بلاع بولاية خنشلة. المعرض لقي إقبالا كبيرا من طرف الزوار، الذين نقلهم إلى عوالم فنية رائعة، أعادت لهم الأمل في واقع فني جميل للفن التشكيلي ببلادنا، وذلك خلال مرافقته لهم لشرح مضامين لوحاته الفنية التشكيلية المميزة، حيث كان بلاع يجيب على اسئلتهم بخصوص استخدامه الالوان وتوزيعها في اللوحة، وسرد ريشته للقصة التي تتناولها اللوحة التشكيلية. وقد استفاد بلاع من احتكاكه بالعديد من فناني العالم خاصة بالوطن العربي، وذلك خلال عضويته في الهيئة التأسيسية للإتحاد الدولي للثقافة والفنون، والتي أعقبتها عقد اتفاقية مع كل من تونس، المغرب، مصر، لبنان، الأردن وكذا سلطنة عمان ودول غربية رائدة في هذا الفن على غرار استراليا وألمانيا من أجل تبادل جسور الثقافة بين الدول، والرقي بالفن الجزائري والتعريف به خارج تراب الوطن. وأوضح أن بدايته مع الفن التشكيلي كانت منذ الصغر، حيث اكتشفها والده عندما كان يتفقده بين الحين والآخر ليجده يبادر بالرسم على الورق إلى ان اقتنع بحبه للرسم وشجعه على المشاركة في مختلف المسابقات المدرسية التي كان يتوّج فيها دائما بالمرتبة الأولى، لتنضج الفكرة أكثر بقيامه برسم بعض الجداريات في مختلف المدارس لغاية التحاقه بمدرسة الفنون الجميلة باتنة سنة 2001، اكتشف خلالها بلاع عشقه لرسم الملامح الأمازيغية ليختص بعدها في الرسم الزيتي، واختياره لرسم الملامح الأمازيغية ليجسد فيها الروح الامازيغية في اللوحة وبحس فني راقي، خاصة وأنه ينتمي الى المدرسة الانطباعية والواقعية برسم لوحات بعنوان رحلة عبر الزمن، وبعد دراسة دامت 4 سنوات خاض بلاع تجربة المعارض الفنية مع نخبة من الفنانين في مختلف ولاية الوطن. كما قام الفنان بعدها بتأسيس جمعية لمسات للفنون التشكيلية بخنشلة، نظّم خلالها الكثير من الصالونات الوطنية والمغاربية والعربية والدولية على غرار تظاهرة «سمبوزيوم أعالي شيليا» الدولي للفن التشكيلي تحت شعار «الفن لغة التواصل بين الشعوب»، وكذا صالون نوميديا المغاربي للفن التشكيلي، أصبحت بفضله جمعية لمسات للفنون التشكيلية مرجعا ثقافيا وعلميا محترما من خلال اختيارها كأنموذج للدراسة في مذكرة ماستر بجامعة أبوبكر بلقايد بتلمسان بقسم الفنون تخصّص الدراسات في الفنون التشكيلية.