وضع المشاركون في اليوم الدراسي للصحة في الثورة التحريرية الذي نظمته جمعية السلك الطبي للقطاع الخاص لولاية الشلف تشريحا تفصيليا لواقع هذا القطاع وأهميته في الثورة قبل مؤتمر الصومام وبعده وقدرته على رفع التحدي الذي واجهه آنذاك، يأتي التذكر بذلك والجزائر تستعد لإحتفالية الخمسينية. وبحسب المتدخلين في عدة نقاط من محاور اللقاء فإن التركيز على سر نجاح الثورة وأهم المعوقات التي واجهتها في ظل قلة الإمكانيات ومحدودية الوسائل التي كانت بحوزة المجاهدين والمنخرطين في صنف من العمل الثوري. في هذا الاطار أكد الدكتور يوسف الخطيب المدعو «سي حسان» أن تنظيم فرع الصحة لم يكن قبل مؤتمر الصومام بل تدعم وأصبح هيكلا في العمل الثوري حيث وجهت بعض الإطارات والممرضين الى تكوين الطلبة من الثانويات في مهنة التمريض والعلاج. وقال الخطيب ان هؤلاء اتجهوا الى مداوات المجاهدين وفئات الشعب، مما جعل هذا الفرع يخضع للحراسة الأمنية خوفا من استهدافه، كما نجح ذات الفرع في إجراء عمليات جراحية لبتر الذراع والرجل لدى المجاهدين والمجاهدات ضمن تنظيم الولاية الرابعة التاريخية. ومن جانب آخر تداول على المنصة كل من البروفيسور عبيد المدير العام لمصالح الصحة بوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات والدكتور صالحي رحماني الذي شغل منصب قاضي سابقا حيث أشار هؤلاء إلى الدور الكبير الذي أدته مهنة الممرض والطبيب في علاج المرضى من الجنود والمدنيين وكذا الجرحى الذين تم انقاذهم من الموت الحقيقي في أصعب المراحل خاصة أمام الندرة في الأدوية ووسائل التمريض والتي كانت تسرب من هنا وهناك وعن المحافظ السياسي. وبحسب الدكتور راجح مسؤول التنظيم لهذا اللقاء بالتنسيق مع الولاية الرابعة التاريخية، فإن الهدف من هذا اللقاء هو ربط أجيال الثورة بجيل الإستقلال وتعليم الشباب مرتكزات الثورة ونظامها الدقيق رغم المحن والظروف الصعبة التي واجهت العمل الثوري في تلك الفترة من تاريخ الجزائر الثوري، في وقت تشهد الجزائر تحركا كبيرا للإحتفالية بالخمسينية، وبهذه المناسبة ينتظر أن يفتح المستشفى الجديد 240 سرير الذي انتهت به الأشغال منذ 3 سنوات ومن الأكيد أن يحمل هذا الهيكل الصحي العملاق اسم الأخوات باج وهما من الممرضات اللواتي استشهدن بنواحي الونشريس.