وضع ترامواي عنابة القائمين على الدراسة الأولية للمشروع أمام خيارين أحلاهما مر، بين التمسك بانجاز المشروع باعتباره الحل الفريد الذي يمكن أن يقضي على أزمة النقل، ويساعد على تحديث شبكة المواصلات ويربط بين القطاعات الحضرية الخمس خاصة والمدينة العريقة التي تمتد من الميناء إلى غاية البوني مرورا بالمصعد الهوائي، إلى غاية حديقة التسلية لسيدي عاشور. هذا الحزام الحضري لا يوجد أحسن من الترامواي يمكن أن يخفف من ضغط النقل خاصة أن معظم المرافق الحيوية (جامعات، ومراكز تكوين...) تمتد على هذا الخط، كذلك لا يخفى على أحد الجانب الجمالي الحداثي والعصري الذي يمكن أن يضفيه الترامواي على المدينة على غرار ما هو موجود في الجزائر العاصمة، خاصة في خط باب الزوار، فترى في الترامواي وتتالي عرباته الحديثة التركيب جانبا أضفى على المدينة روعة وجمالا، يظهر لمن يرى ذلك لأول وهلة وكأنه بعاصمة أحد الدول الأوربية. ومن جهة أخرى فان هذا المشروع حتما سيقام على حساب بعض الواجهات السياحية العريقة في عنابة، مما قد يسبب أضرارا بالغة تغير من معالم المدينة العريقة، وبالتالي اعتبر بعض القائمين على الدراسة الأولية للمشروع بأنه قد تنجر عنه أضرارا تمس بالصورة السياحية والجمالية للمدينة. تتضح هذه الصورة إذا علمنا بأن مساره سيمس العديد من النقاط التي تعتبر مكمن جمال المدينة وعنوانها السياحي، وبناءا على هذا المعطى مازال التحفظ على انجاز المشروع من عدمه قائما. وأصبحت المهمة جد صعبة بين الحفاظ على الطابع السياحي العريق، وبين ضرورة مواكبة الركب وتحديث المدينة واستكمال البنية التحتية بخط نقل يربط بين القطاعات الحضرية الخمس للمدينة، ويقضي على أزمة المرور التي عانت منها المدينة طويلا. يبقى المواطن العنابي يترقب هذا المشروع لأنه لا يعرف حيثيات الموضوع، ولماذا تأخر تطبيقه، الآن أصبحت المهمة صعبة نوعا ما، مما يتطلب دراسة أعمق للمشروع تحافظ على الطابع السياحي للمدينة من جهة، وتبادر في إنجاز المشروع لأن المدينة في حاجة ماسة لهذا المشروع وفي هذا الوقت بالذات من جهة أخرى.