تعكف الجزائر جاهدة على إسترجاع الأرشيف الوطني لتاريخها العميق من أجل ترسيخ فكرة الدولة العامة للشعب والتعريف بماضي الأمة منذ القدم، وعلى هذا الأساس نظم أمس الإجتماع التحضيري للملتقى الدولي حول العلاقات الجزائرية والبلدان الإسكندينافية من القرن ال15 والى ال18 الذي سينعقد في ديسمبر2012. وهو يندرج ضمن سلسلة الندوات الهادفة الى التعريف بجوانب مهمة للتاريخ الوطني والتحسيس بجدوى إسترجاع وثائقه المبهمة. وفي هذا الإطار، نفى عبد المجيد شيخي، أمس بمركز الأرشيف الوطني، ما روج عنه عبر بعض وسائل الإعلام فيما يتعلق بقضية تسليم فرنسا للأرشيف الجزائري شهر جانفي الماضي أمر غير وارد،وهي مسألةڤسياسيةڤ خاضعة لإرادة الدولتين و ليست من إختصاصه بل تكون من خلال تظافر جهود جميع الجهات المعنية. ودعا شيخي المدير العام لمركز الأرشيف الوطني إلى ضرورة التمييز بين تسليم الأرشيف وفتحه لإن الأمر يختلف، قائلا بأنه يعمل جاهدا على إسترجاع أكبر كمية ممكنة منه بأي بلد كان. وصرح شيخي للصحافة على هامش اللقاء بأن الجزائر تتعامل بموضوعية مع فرنسا محاولة بذلك تذليل الصعاب التي من شأنها إعاقة عملية إسترجاع الأرشيف، وعن تعامل مؤسسته بنظيرتها الفرنسية أكد أنه يسير بطريقة عادية. وبالمناسبة قال شيخي أنه قام بزيارة إلى الأرشيف العسكري بباريس حيث تسلم دليلا به وثائق مهمة،داعيا إلى ضرورة التمييز بين الأرشيف الجزائري المتواجد بالوطن وماهو موجود لدى الدول الأخرى. وأكد شيخي أن الجزائر تسلمت 870 وثيقة حول العلاقات الجزائرية اليوغسلافية من 1954 إلى 1980، كما إسترجعت مؤخرا مجموعة نسخ من الأرشيف التركي واليوغسلافي، وكذا مجموعة من الأفلام الخاصة بالثورة الجزائرية. وسيقوم المدير العام للأرشيف الصربي الذي يؤدي زيارة للجزائر اليوم، بتسليم مجموعة أخرى من الأفلام. وسيتضمن محتوى الندوة المقرر إجراؤها إبتدءا من 11 ديسمبر المقبل على مدار 3 أيام العديد من المحاور والمحاضرات على غرار الهيمنة الجزائرية في البحر المتوسط والتطرق إلى العلاقات مع دول الغرب وبالأخص الإسكندينافية وهولندا كما سيتم تسليط الضوء على النشاط الاقتصادي لميناء الجزائر ومكانة الأسرى في البنية السياسية و الإجتماعية.