عادت القضية الصحراوية إلى واجهة الاهتمام الدولي، بعد تراجع صوتها، خلال مرحلة اللاسلم واللاحرب، طيلة ثلاثة عقود خلت، لينهي سقوط اتفاق وقف إطلاق النار ذلك السيناريو ويعود الزخم تزامنا مع إحياء ذكرى قيام الجمهورية الصحراوية الذي يأتي في ظروف استثنائية، تقول البوليساريو، أنها فرضت عليها لتأكيد شرعية القضية. انطلقت، أمس، الاحتفالات المخلدة للذكرى الخامسة والأربعين لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، بولاية آوسرد، بحضور رئيس الجمهورية، الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي، وأعضاء الحكومة والوفود المشاركة من مختلف الدول المتضامنة مع الشعب الصحراوي، في مشهد يسجل لأوّل مرّة، منذ ثلاثة عقود، وذلك بعد عودة الحرب، منذ 13 نوفمبر المنصرم. يعتبر التنظيم السياسي للبوليساريو نواة الجبهة الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي، وتشكل ذكرى قيام الدولة محطة للوقوف على ما حققته من إنجازات. في هذا الصدد، أكد مسؤول أمانة التنظيم السياسي في جبهة البوليساريو خطري أدوه إن الإعلان عن تأسيس الجمهورية الصحراوية كان «الرد المناسب والقانوني والشرعي» على الانسحاب الفوضوي للاستعمار الإسباني. أوضح أدوه في ندوة صحفية بمناسبة الذكرى 45 لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية أن الإعلان جاء لسد الطريق أمام أي مقاربة لتكريس الوضع في الصحراء الغربية كمستعمرة، كما يؤكد على رفض الشعب الصحراوي لأي حل خارج الشرعية الدولية، مضيفا أن تأسيس الدولة كان ضرورة يفرضها الواقع ولسد للطريق أمام تكريس مؤامرة الغزو والتقسيم التي تم التوقيع عليها في مدريد في عام 1975. لا يمكن للصحراويين، كما قالوا: ل «الشعب» إحياء ذكرى قيام الجمهورية الصحراوية دون الوقوف وقفة اجلال للجزائر. وفي هذا السياق، قال خطري أدوه أن «الجزائر كانت الملاذ الوحيد للصحراويين بعدما كانت أراضيه تتعرض للقنبلة والطيران الحربي المغربي». بخصوص تطورات الوضع قال مسؤول أمانة التنظيم السياسي في جبهة البوليساريو أن وحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي تقوم بعمليات متواصلة وبشكل يومي وقد ألحقت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد في صفوف جيش الإحتلال المغربي. وأكد أن هجمات جيش التحرير الشعبي الصحراوي متواصلة، ليلا نهارا، منذ خرق النظام المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار في 13 نوفمبر المنصرم. أما على مستوى الإتحاد الأفريقي الذي تعتبر الجمهورية الصحراوية عضوا مؤسسا فيه يتحرك بشكل متسارع لإنهاء النزاع القائم، وفق المقاربة الأممية الداعية لتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير. شهد الإحتفالات المخلدة للحدث الهام إستعراض تشكيلات من وحدات لواء الإحتياط والدعم الجيش الصحراوي، وكذا تشكيلات من المجتمع المدني تضم لوحات فلكلورية ممثلة لمختلف مؤسسات الدولة الصحراوية وتبرز مختلف جوانب الحياة التي عايشها الشعب الصحراوي، خلال مسيرته النضالية. شارك في الفعاليات المخلدة للذكرى 45 لإعلان الجمهورية الصحراوية عدد من الوفود الأجنبية الممثلة لمختلف الدول، كما حضرت وسائل إعلام دولية ووطنية عديدة لتغطية الحدث.