أثار سكان فوكة بولاية تيبازة قضية تجارة السمك وسط المدينة وضعية أثارت قلق واستياء لدى الكثيرين، خاصة المهتمين منهم بالمحيط بالنظر إلى جملة التداعيات السلبية التي تفرزها الظاهرة وتأتي في مقدمتها الروائح الكريهة المنبعثة وانتشار المياه القذرة والحشرات اللاسعة. بالرغم من التدخلات العديدة لدى الجهات المعنية من طرف عدّة جمعيات ناشطة محليا، إلا أنّ مجمل المبادرات الرامية لتحويل التجار إلى موقع لائق لم تفلح في مسعى إيجاد حل لهذه الإشكالية التي أضحت تنذر بتفشي الأوبئة والمضاعفات الصحية الخطيرة للمتردّدين على محيط المسمكة لأغراض اقتناء الحاجيات، الدراسة أو التنقل عبر محطة الحافلات وسيارات الأجرة المجاورة. ما لا يخفى على أحد، أن التجّار تمادوا كثيرا في تعفين المجاري الجانبية لأزقة وسط المدينة بفعل المداومة على رشّ صناديق السردين ومختلف أنواع السمك بالمياه على مدار اليوم، مما يتسبب في تسرّب المياه عبر الأزقة والشوارع محمّلة بقدر كبير من الروائح القذرة والأوساخ، ما يؤدي إلى تشكّل رواسب متعفنة على حواف الطرقات كثيرا ما تكون سببا في انتشار روائح كريهة. ناهيك عن انتشار الحشرات اللاسعة، مع الإشارة إلى مساهمة السيارات، وكذا الراجلين في نشر المياه المتعفّنة بالمحيط بشكل رهيب لا يطيقه المارة الغيورين على البيئة ولاسيما مرضى الحساسية منهم وذوو القلوب الرهيفة. وما يلفت الانتباه في هذه القضية كونها أضحت تشكّل حديث العام والخاص بمحيط مدينة فوكة باعتبارها عمّرت طويلا وتجاوز عمرها عقدا من الزمن دون أن تتمكّن السلطات المحلية من إيجاد حلّ مرض لها، بحيث كانت ذات السلطات قد وعدت الغيورين على البيئة والمحيط بنقل تجار السمك إلى موضع يليق بهم ويستجيب لتطلّعات المجتمع المدني وسكان مدينة فوكة إجمالا خلال عدّة مناسبات خلت، إلا أنّ تلك الوعود التي اصطدمت أحيانا بندرة الهياكل المستقبلة وبتعنّت التجّار أحيانا أخرى لم تجسّد على أرض الواقع ولا يزال المنظر المخزي بوسط المدينة قائما على شاكلته التقليدية مشكلا كابوسا مزعجا يشمئزّ منه المار والناظر والمقيم. ولعلّ ما يتخوّف منه محبو مدينة فوكة على وجه التحديد يكمن في بروز بؤر للإصابة بالأمراض المتنقلة عن طريق المياه محليا بالنظر إلى درجة العفن المتقدمة التي تتواجد عليها المياه المنبعثة من صناديق السمك وانتشار البعوض والحشرات بها في وقت تعجّ شوارع المدينة بالمارة والمتسوقين وعابري الطريق، بحيث لا يبعد موقع التسويق هذا سوى أمتارا معدودة عن موقف الحافلات ومواقف سيارات الأجرة ومسجد المدينة وعدد كبير من المقاهي، إضافة إلى الساحة المركزية للبلدية، مما يشكّل خطرا محدقا بالمارة وعابري السبيل، وما زاد الطين بلّة تعمّد التجار على مضاعفة عمليات رشّ سلعهم بالماء حفاظا على رطوبتها ووقاية من ضربات الرياح والشمس غير الرحيمة.