جدّد سكان عمارات ديار المحصول التابع لبلدية المدنية مطالبهم بضرورة إعادة إسكانهم، مناشدين السلطات الولائية التدخل للتكفل بحالتهم المتردية وترحيلهم إلى بيوت لائقة، في إطار عملية إعادة الإسكان التي تستفيد منها العائلات القاطنة بالبيوت القصديرية والأقبية والأسطح والعمارات الهشة. في هذا الشأن، أشارت العائلات القاطنة بهذا الحي القديم بأعالي بلدية المدنية إلى الوضعية المتدهورة التي آلت إليها بناياتهم منذ سنين دون أن تلتفت إليهم السلطات المحلية التي تجاهلت مطالبهم المتمثلة أساسا في حقهم في الحصول على سكن لائق. وأكّد المتحدّثون أنّ انشغالهم الحالي هو تحديد موعد نهائي للترحيل بعد أن أصبح العيش داخل هذه المنازل مستحيلا بالنظر إلى تفاقم المشاكل مع ظهور أخطار أخرى كالشرارات الكهربائية بسبب تسرّبات المياه، وشبكة الغاز التي توسّعت بنايات القصدير فوقها، ممّا صعب من أشغال الصيانة بالحي، كما أن الوضعية المهترئة للعمارات جعلت كل أشغال صيانة أو ترميم غير مجدية، على حد تعبير السكان في تصريح ل «الشعب». وأوضحوا أنّ الحي تحوّل منذ سنوات إلى مركز عبور، بعد استغلال أبناء السكان الأوائل للحي للمساحات بين العمارات لتشييد سكنات قصديرية بسبب ضيق مساحات السكنات التي تتكون من غرفة وغرفتين، مما جعل البنايات تتوسّع على حساب أزقة الحي. وذكر هؤلاء أنّ البيوت القصديرية عادت للظهور بقوة في الحي، حيث تم إحصاء أزيد من 20 بيتا قصديريا، أعيد بناؤها من بعض السكان، الذين اضطروا العيش فيها مجبرين، ممّا حوّله إلى حي قصديري بامتياز بسبب التزايد الكبير في عدد سكان العائلة الواحدة، التي تستلزم التوسع لإيواء أفرادها. وبحسب العائلات القاطنة بحي ديار المحصول، فإنّ مشكل الاكتظاظ داخل تلك الغرف الضيقة التي يعيش فيها 10 أفراد في غرفتين قد زاد من معاناتهم، حيث أكّد بعضهم أنّهم يضطرون إلى تأجير سكنات بمبالغ جد مرتفعة، في انتظار الحصول على سكن، خاصة أن العمارات تضم عددا معتبرا من الأفراد الذين توافدوا إليها من بلديات مجاورة بسبب أزمة السكن. من جانب آخر، تسبّبت الرّطوبة العالية في هذه السكنات في إصابة العديد من السكان بأمراض تنفسية كالحساسية والربو، خاصة الأطفال وكبار السن. مشكل آخر نغص حياة سكان البلدية، وهو التماطل الحاصل في الافراج عن قائمة المستفيدين من حصة البلدية من السكن الاجتماعي المقدرة ب 180 وحدة مخصصة لطالبي السكن بهذه البلدية، ما جعل العديد من العائلات المعنية تشعر بالإحباط والقلق نتيجة التماطل والتأخير في نشر قائمة المستفيدين من السكنات الحلم التي طالما انتظرتها، مناشدين في هذا الصدد التدخل والتعجيل في العملية، وانتشالهم من الضيق الذي يعانون منه لسنوات. المعنيّون في حديثهم مع «الشعب»، أكّدوا أنّ الجهات المعنية كانت قد وعدتهم بالإفراج عن القوائم النّهائية للمستفيدين قبل شهرين تقريبا، غير أنه لم يتم تجسيدها على أرض الواقع، ما أثّر سلبا على حياتهم اليومية.