تحصي الجزائر أزيد من 20 ألف إصابة بداء السل، منها 6392 حالة تتعلق بالسل الرئوي الذي يمثل نسبة 31 بالمائة من إجمالي الحالات المعلن عنها، زيادة على تسجيل 5141 إصابة بالسل المعدي. وبالرغم من الانخفاض المستمر في معدل الإصابات على الصعيد الوطني، يبذل مهنيو الصحة جهودا كبيرة في الميدان من أجل القضاء على هذا الوباء بحلول 2030. في إطار إحياء اليوم العالمي للسل، نظمت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، ندوة نقاش للحديث عن الوضع الوبائي لمرض السل في الجزائر، وتقييم الإستراتيجية المتبعة لمكافحة الداء والبحث عن الميكانيزمات التي تسمح بتحسين التكفل بالمرض، حيث شكل اليوم العالمي فرصة هامة لتكثيف الجهود التي بدأت منذ إعادة بعث مخطط البرنامج الوطني لمكافحة السل وكذا تسليط الضوء على الجهود العالمية المبذولة التي تهدف لمكافحة الداء ووضع حد للمخاطر المتعلقة به نهائيا. وأكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد، في كلمة ألقاها الوزير المنتدب المكلف بإصلاح المستشفيات نيابة عنه، أن الجزائر تسجل 20 ألفا و649 حالة داء السل. ومن بين الأهداف المسطرة خفض معدل الإصابة به بنسبة 25 بالمائة بحلول 2024، بالإضافة إلى العمل على تحسين تشخيص وعلاج حالات السل خارج الرئة والكشف عن السل الكامن الذي يعتبر مشكلا يهدد الصحة العمومية. وكشف عن تحديث دليل التكفل بمرض السل والذي سيتم إطلاقه قريبا، مع وضع مخطط استراتيجي وطني لمكافحة السل 2020 -2024 بهدف القضاء على هذا المرض بحلول عام 2035 بتسطير أهداف استراتيجية والمتمثلة في تعزيز القدرات التقنية والإدارية للبرنامج الوطني لمكافحة السل على جميع المستويات وتطوير نظام المراقبة وتحسين تشخيص مرض السل وتدعيم الانخفاض المستمر في عدد الإصابات وتعزيز البحث العملياتي. ودعا مهنيو الصحة المكلفون بالتكفل بمرض السل إلى المزيد من التعبئة وتكثيف الجهود لتحقيق الأهداف المسطرة، مبرزا استعداده لتقديم الدعم للمختصين في القيام بدراسات لفهم أفضل للوضع الوبائي لمرض السل الكامن في الجزائر من أجل ضمان أحسن تكفل به، مع إثراء التبادلات بين المختصين وتعزيز التعاون في مختلف التخصصات من خلال الاستفادة من خبرة رواد مكافحة السل في الجزائر، الذين خدموا المرضى وساهموا في تكوين عدة أجيال من الأطباء. وأضاف، أن الجزائر تمكنت من تحويل اتجاه مرض السل المعدي خلال السنوات الأخيرة، قائلا إن السير نحو تحقيق هدف القضاء على المرض وتشجيع العمل على تحسين نوعية الرعاية الصحية، وتشخيص الداء يعد التزاما ثابتا من الدولة وإحدى الأولويات الرئيسية لوزارة الصحة، مشيرا إلى أن جائحة كورونا تسببت في عرقلة الخدمات الصحية وتهديد التقدم المحرز على مدار العشرين عاما الماضية في مكافحة مرض السل في الجزائر. أمراض القلب والأوعية هاجس على صعيد آخر، أكد وزير الصحة بن بوزيد، أمس، أن أمراض القلب والأوعية تأتي في مقدمة الأمراض المتسببة في الوفيات بالمجتمع، موضحا في لقاء علمي نظمه مجمع فندقة وسياحة وحمامات معدنية، أن أمراض القلب والأوعية تعتبر السبب الأول للوفيات في العالم وبالجزائر بنسبة 34 بالمائة سنويا وذلك استنادا إلى أرقام المعهد الوطني للصحة العمومية. ومن بين عوامل الخطر التي يمكن تغييرها والمسؤولة عن أمراض القلب والأوعية، ذكر بن بوزيد «التبغ وارتفاع الضغط الشرياني وداء السكري والسمنة، حيث كشفت الإحصائيات المقدمة من قبل وزارة الصحة خلال اليوم العالمي للسمنة، أن 55 بالمائة من الجزائريين يعانون من الزيادة في الوزن». كما اعتبر هذه الزيادة في الوزن أو ما يعرف بالسمنة «ليست حتمية في ظل وجود حلول لها، حيث تتطلب إتباع نظام غذائي وسلوكيات مع تكفل نفسي ونشاط بدني مؤطر في هياكل ووحدات ملائمة يسمح في أغلب الحالات بضبط ليس فقط وزن المريض ولكن كذلك باقي عوامل الخطر التي تكون غالبا ذات صلة». وأوضح بالمناسبة، أن نسبة «80 بالمائة من الإصابات المتعلقة بالقلب والأوعية يمكن تفاديها بمجرد اتخاذ وقاية قاعدية فعالة، مع مكافحة قوية ضد كل عوامل الخطر ومن بينها السمنة». كما يجب التأكيد -كما أضاف- على «أن إعادة تأهيل أو إعادة تكييف القلب يمكن أن تقلص بشكل معتبر من عدد الوفيات جراء الإصابة بهذا الداء، حيث تتمثل الآثار الإيجابية لإعادة هذا التكييف في تحسين تحمل الجهد وتقليص أعراض مرض القلب وتقليص تكرار الإصابة بأمراض القلب والأوعية والوفاة بها».