انطلقت، أمس الأحد، عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية في تشاد التي تنافس فيها سبعة مرشحين، من بينهم الرئيس المنتهية ولايته إدريس ديبي إتنو، الذي يسعى للفوز بعهدة سادسة. دعي نحو 7.4 ملايين ناخب للتصويت، فيما صوتت قوات الأمن والشرطة والجيش يوم السبت. يعتبر الرئيس أدريس ديبي الذي يحكم البلاد منذ 30 عاما، المرشح الأوفر حظا للفوز في هذه الانتخابات السادسة في تاريخ البلاد، نظرا لكون منافسيه الستة غير بارزين من جهة، وكذا بسبب إقصاء قادة معارضة المعروفة بكونها شديدة الانقسام. ومن المقرر إعلان نتائج الانتخابات غدا الثلاثاء، فيما سيتأخر إعلان النتائج النهائية التي ستقرها المحكمة الدستورية إلى 15 ماي المقبل. وفي حالة عدم حصول أي مرشح على نسبة 50 بالمائة سيتم تنظيم جولة ثانية في 23 ماي المقبل. تحديات اقتصادية وأخطار أمنية هذا وقد واجه الرئيس إدريس دبي مطبات كثيرة طيلة ثلاثة عقود من رئاسته لجمهورية تشاد؛ مطبات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية، إلا أنه في كل مرة ينجح في قيادة الطائرة بأمان إلى محطة أخرى. وقد وصل إدريس دبي للسلطة في الأول من ديسمبر 1990، بالتزامن مع تطورات دولية مهمة، بعد حرب الخليج الثانية وتفكك الاتحاد السوفيتي، ونجح الرجل في خلق منظومة متكاملة، ببعدها الأمني والقبلي، وخلق تحالفات ساعدته في إرساء دعائم نظام صمد أمام تحديات كثيرة. تواجه تشاد حاليًا مجموعة من التحديات، وهي تحديات أمنية وسياسية واقتصادية، فهي تتواجد في جغرافية ملتهبة بين الجماعات الارهابية وبوكو حرام مع الحدود النيجيرية والنجيرية، بالإضافة إلى حالة عدم الاستقرار في ليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى، والصراعات الدائمة في إقليم دارفور المحاذي لتشاد. أما الوضع الاقتصادي فهو صعب جدًا، فرغم نجاح تشاد في تشييد أنبوب نقل النفط الخام يصل ميناء دوالا على المحيط الأطلسي، الذي وصفه الرئيس إدريس دبي بأنه أهم إنجاز تحقق لتشاد بعد الاستقلال، إلا أن الأوضاع الاقتصادية صعبة جدًا، ومعظم التقارير الدولية تضع تشاد في مكانة متأخرة. الإرهاب يحصد مزيدا من القتلى أعلن وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة التشادية محمد زين، أمس، أن عسكريين تشاديين على الأقل قتلا في كمين بمنطقة بحيرة تشاد قرب الحدود مع نيجيريا. وأوضح الوزير التشادي أن «جنودا تشاديين وقعوا في كمين الخميس قرب نغوبوا (بمحاذاة الحدود النيجيرية). وفي هذا الهجوم الجبان لقي جنديان مصرعهما وأصيب 11 شخصا آخر، بينهم أربعة مدنيين». وفي الأشهر الأخيرة، ضاعفت جماعة «بوكو حرام» النيجيرية الارهابية، الهجمات العنيفة ضد المدنيين وقوات الأمن في منطقة البحيرة. وبحيرة تشاد هي مساحة شاسعة من المياه والمستنقعات تتناثر فيها الجزر الصغيرة المأهولة بالسكان، بعضها تأوي أفراد جماعة «بوكو حرام» الارهابية أو فرعها المنشق، تنظيم ما يسمى «الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا» الارهابي. وكان ستة جنود تشاديين لقوا مصرعهم في كمين بمنطقة بحيرة تشاد في 20 أكتوبر الماضي. هجمات في نيجيريا هاجم إرهابيون مرتبطون بتنظيم «داعش» الدموي منشآت إنسانية تابعة للأمم المتحدة في مدينة داماساك في شمال شرق نيجيريا. ويعتبر الهجوم، الثاني في غضون شهرين ضد واحدة من تسع قواعد إنسانية تابعة للأمم المتحدة في البلاد. ويشهد شمال شرق نيجيريا منذ عام 2009 هجمات تشنها جماعة «بوكو حرام» الإرهابية.