تحقيق استقرار نسبي لا يعني التحكم في الوضع الوبائي، لأن الفيروس بدأ يسترجع قدرته على الانتشار والتفشي بتركيبة المتحور، الذي بدأت الجزائر تسجل حالات جديدة منه، ما يستدعي الإسراع في اعتماد «arn messager» لتصنيع اللقاحات بتكنولوجيا متطورة»، هذا ما يؤكد عليه البروفيسور كمال صنهاجي رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي. يمثل «arn messager» بالنسبة للبروفيسور صنهاجي، نقلة نوعية في مجال صناعة اللقاحات، لأنه يعتمد في صناعته على تكنولوجيا جد متطورة، تمكن من الحصول على معلومات حول الجزيئات المسئولة عن نقل المعلومات المشفرة في الجينات، وعبارة عن جزيء ناتج عن نسخ «الجين» والذي يسمح بإنتاج البروتينات، هذه الأخيرة تسمح بتركيب البروتينات الضرورية لعمل الخلايا، مضيفا أن هذه التكنولوجيا متحكم بها في الجزائر، ولا تكلف من حيث الأجهزة التي تتطلبها. لذلك يمثل مشروع مخبر لعلوم الأوبئة والتلقيح، المرتقب منتصف السنة الجارية، خطوة كبيرة وهامة وفق ما أكد صنهاجي خلال نزوله، أمس، ضيفا على القناة الإذاعية الثالثة «ضيف التحرير»، لأنه يسمح بتتبع ومواجهة الأوبئة واتخاذ التدابير اللازمة بصفة استباقية، وهذا ما يمثل أحد الأهداف المسطرة من طرف الحكومة لضمان الأمن الصحي، بعد أن شهدت البلاد تفشيا لعدد من الأوبئة. أضاف صنهاجي في هذا الإطار، أن هذا المخبر يتم من خلاله إجراء دراسات وبحوث حول الفيروسات المنتقلة من الحيوان إلى الإنسان «ليانوس»، مما يسمح بمعرفة استباقية للفيروس والمشاكل الصحية التي يسببها. لذلك يرى من الضروري أن تكون هناك دراسات وأبحاث حول «ليانوس»، لإنتاج لقاحات مضادة له. أشار صنهاجي في هذا السياق، إلى أن الدراسات على مستوى المخابر في العالم، تؤكد أن الفيروس المتحور، يصيب فئة الشباب أكثر من الفئات الأخرى، وهذا وضع مستجد، وبالتالي سيعمل المخبر على صناعة لقاحات «نموذجية» لمعرفة مدى فعاليتها وأعراضها الجانبية، مؤكدا أن الجزائر يمكنها تحقيق ذلك، خاصة وأنها شرعت في صناعة لقاح «سبوتنيك». يعتقد صنهاجي جازما، أن الوضع الوبائي في العالم تبعث على نوع من القلق، بعد ظهور كوفيد-19، وتحوله وتحوره في وقت قصير بسرعة انتشار كبيرة، مشيرا إلى أن اللقاحات المتوفرة حاليا، فعالة في الوقت الحالي وتساهم في تقوية المناعة، وقد تنقص أو تفقد فعاليتها مع ظهور متحورين من «سارس كوف2»، المتحور «النيجيري» و»البريطاني». وهذا ما يبقي الجزائر في حالة تأهب، لأنه من الخطإ – يقول- الاعتقاد بأن الجزائر تمكنت من التحكم في الوضعية الوبائية. وقال في هذا الصدد، إن الدراسات التي شملت بضعة آلاف من الأشخاص، لا تكفي للتأكد من بلوغ المناعة الجماعية، كما يعتقد البعض، بل لابد أن توسع لتشمل عددا أكبر ومن كل الفئات العمرية، بعدما تأكد أن الفيروس المستجد المتحور لا يستثني أي فئة عمرية، يتغلل لكل الأجسام بدون استثناء، وبلا حدود. ويشدد صنهاجي في هذا الصدد، على ضرورة الاستمرار الصارم في تطبيق البروتوكول الصحي، لأن الإنسان – كما قال – «هو المشكل»، فكلما استقرت الوضعية الصحية، يساهم باستهتاره وتراخيه ولامبالاته في بعث نشاط الفيروس من جديد والمساهمة في انتشاره، موصيا بالحيطة والحذر. ويذكر المتحدث، أن الوكالة الوطنية للأمن الصحي التي يترأسها، تعد بمثابة «مشروع كبير، بما أنها ستعمل على إصلاح المنظومة الصحية بكاملها، وهذا مرتبط بالأمن الوطني».