احتضنت دار الثقافة الدكتور أحمد عروة بالقليعة، أول أمس، سهرة رمضانية خالصة للعلامة عبد الحميد ابن باديس من تأطير الرابطة الجزائرية للفكر والثقافة تزامنا وموعد يوم العلم الذي يصادف تاريخ وفاة ابن باديس. لعلّ أبرز ما شهده برنامج التظاهرة التي شملت طبوعا فنية متنوعة مداخلة إمام مسجد السلام بالمحدية بالعاصمة الشيخ اسماعيل سعدي، والذي لخّص حياة ابن باديس في مغادرته للمدينة المنورة أين كان يعيش حياة الملوك والأمراء للالتحاق بالجزائر لتثقيف الأمة وحفظها من فقدان هويتها الأصيلة، مشيرا الى أنّه سجّل اسمه بأحرف من ذهب في قائمة العلماء المحققين وذكره علماء الأمة بخير في مجالسهم ومنشوراتهم، مع الاشارة الى كونه ولد في عام العباقرة على غرار ألبرت انشتاين وأودولف هتلر ومصطفى صادق الرافعي وميخائيل نعيمة وغيرهم، فكان نجما ساطعا مثلهم، أمّا عن رسالة الامام للأمة فهي تتلخّص أساسا في العيش للاسلام والجزائر تحت راية وحدة الأمة، الأمر الذي يترجم مرجعية الرجل الداعية للوسطية والتعايش السلمي مع نبذ التفرقة والتمييز بين الجزائريين. كما أشارت رئيسة فرع تيبازة للرابطة الجزائرية للفكر والثقافة الدكتورة بيطام فاطمة، الى أنّ الثورة التحريرية تعتبر ثمرة ناضجة لجهود ابن باديس الاصلاحية، مؤكّدة على أنّه لولا تركة هذا الرجل الاصلاحية لما استطاعت الأمة الحفاظ على هويتها في ظلّ هجمة شرسة من الطرف الفرنسي. ولأنّ شعار التظاهرة يرتبط بتمجيد العلم ونبذ الجهل، فقد قدّمت براعم الرابطة أنشودة رائعة في هذا المنحى كما قدّمت فرقة مسرح الرابطة عرضا مسرحيا يشيد بالعلم، ويكشف سلوكيات الجهل المريبة والسلبية، واستمتع الحضور بالعديد من المقاطع الشعرية الداعية لتقديس العلم والتخلص من الجهل الداهم والقاتل. وحرصت الرابطة الجزائرية للفكر والثقافة على تفعيل رابطة تواصل الأجيال ونقل رسالة ابن باديس الى الجيل الجديد من خلال مسابقة فكرية حول أحسن تعريف لهذا العلامة الفذ، إضافة الى مسابقة أخرى لتجويد القرآن الكريم باعتبار ابن باديس عاش للاسلام وللجزائر، وهما محوران متوازيان ومتكاملان تربط بينهما وحدة الأمة التي لا تعترف بالجهوية والانتماء العرقي على الاطلاق.