هل نعتبر أم ينتظرنا مصير مماثل لأغلب دول العالم، التي لم تسلم من الموجة الجديدة بفيروس كورونا، تتسبب في إصابات بالمئات والآلاف في اليوم الواحد وفي وفاة العشرات، تعجز المؤسسات الاستشفائية عن استيعابها؟. لم يمهلنا «المتحوّر» الذي تسلّل إلى بلادنا، بالرغم من اتخاذ كل الإجراءات الردعية، في مقدمتها غلق الحدود وعدم استئناف الرحلات الجوية، طويلا منهيا فترة هدنة مع فيروس كورونا دامت أسابيع قليلة فقط. ارتفاع الإصابات ب»كوفيد» مهما كانت سلالته، كان مسألة وقت فقط، لأن الجزائر لم تسجّل أبدا صفر حالة، ولطالما جزم أهل الاختصاص من أطباء وعلماء في الأوبئة، أنه ما دمنا نسجّل إصابات، مهما كان عددها قليلا، فإن خطر موجة جديدة قائم. ولا يمكن إغفال أمر لا يقل أهمية، الأطباء لم يملوا من تكراره، متنقلة في الجانب الوقائي، فعلى قدر الاستهتار المؤسف للجزائريين بأبسط الإجراءات من تباعد وارتداء الكمامات، على قدر ما ناشدهم الأطباء تجنب التهلكة باحترام الأخيرة. الموجة الثالثة، أو الذروة الرابعة، وفق ما يطلق عليها الأطباء، كانت متوقعة، منذ إعلان المعهد المرجعي «باستور» تسجيل أولا حالات الإصابة بالسلالة البريطانية، ولاحقا النيجيرية، المعروفة بسرعة انتشارها وفتكها. والنتيجة الحتمية تجلت في غضون أيام قليلة، إذ قفز عدد الإصابات الى الضعف، مقتربا من عتبة مئتي إصابة، بعدها انخفض إلى أقل من مئة. حفظ «كورونا» الدرس ولم نحفظه نحن، يعود مجددا في «ثوب المتحّور»، بسرعة انتشار خيالية، أقسام الإنعاش تمتلئ والأطباء يدقون ناقوس خطر يداهمنا، إذا لم نلتزم بالتدابير الوقائية، ولنا فيما يحدث في العالم عبرة، فهل نعتبر؟.