تنامت ظاهرة التبذير وتصاعدت آثارها على الاقتصاد والبيئة، ما يكشف عن غياب ثقافة الاقتصاد وترشيد الاستهلاك لدى المواطن الجزائري، بالرغم من المجهودات التي تبذلها مختلف القطاعات المعنية، من بينها التجارة والبيئة. بهدف الحد من هذه الظاهرة أو على الأقل التقليل منها. كشفت الوكالة الوطنية للنفايات عن إطلاق حملة توعية تحسيسية «شيش ما ترميش، شيش ما تبذرش»، في شكل ومضات تحسيسية وتوعوية تبث عبر القنوات الإذاعية والتلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى مداخلات لإطارات وكوادر الوكالة. الحملة عبارة عن تحدّ، كما يوضحه شعارها، تهدف إلى تحفيز المواطنين في شهر رمضان من أجل الحد من التبذير الغذائي الذي تبدأ أولى تجاوزاته عند اقتناء السلع التي غالبا ما يقبل عليها المواطن بلهفة لعدة أسباب، أهمها التخوف من اختفائها من السوق أو ارتفاع أسعارها مستقبلا في ظل التذبذب الذي تعرفه هذه الأخيرة، ليشمل التبذير كذلك مرحلة تحضير الأطباق التي ينتهي بها المصير إلى سلة النفايات. من خلال هذه الحصة، حاولت الوكالة -بحسب ذات المصدر- بعث جملة من الرسائل، أهمها: ترشيد الاستهلاك، من خلال نشر وصفات تحضير الأطباق الاقتصادية، تبث على بعض القنوات الإعلامية وضرورة الاحتفاظ بها في درجة حرارة ملائمة لإعادة استهلاكها في شكل أطباق جديدة بكيفيات مختلفة. وكذا تحسيس المواطن بضرورة اقتناء ما يلزم ويوفي طلبه من الخبز دون تجاوز القدر المطلوب، حيث سجل، حسب ذات المصدر، 1.2 مليون طن من النفايات المنزلية تم خلالها جرد 1 مليار خبزة سنويا، حيث تزايدت هذه الأرقام بنسبة 10٪ ويرجع ذلك إلى تغير النمط الاستهلاكي للمواطن خلال شهر رمضان. التحدي شمل أيضا الجانب البيئي، حيث تشجع الوكالة في حملتها الإعلامية هذه، على استخدام القفة بدل الأكياس البلاستيكية. وقد تم إشراك المؤثرين من فنانين وشخصيات اجتماعية للمساهمة في إيصال هذه الرسالة البيئية التي تروج للحد من النفايات والتشجيع على رسكلتها.