تعتبر قرية تافرطاس من القرى الفقيرة والمعزولة على مستوى بلدية أولاد رابح، والتي لا يزال سكانها يعانون الكثير من النقائص التي كانت من بين أهم المطالب المرفوعة للسلطات المحلية لتسويتها غير أنها بقيت حلما يراودهم لغاية اليوم، ولأجل تحسين ظروفهم المعيشية، وتحسين أوضاعهم ويومياتهم يواصلون تقديم نداءاتهم المتكررة التي يطلقونها، عسى أن تجد الآذان الصاغية للتكفل بها علّها تخفف من معاناتهم. أكد البعض منهم في تصريح ل «الشعب» أن القرية تعيش في عزلة جعلت منطقتهم خارج نطاق التغطية لتصنيف كامل مناطق الظل ولعلّ أكثر ما يؤرق حياتهم اليومية هو نقص مياه الشرب، وضعية ترغمهم على اقتناء مياه الينابيع الطبيعية، وعليه يأمل السكان في هذا الشأن من المسؤولين ايجاد حل لانشغالهم وتوصيل منازلهم بمياه الشرب عن طريق شبكة توزيع. وعرّج سكان المنطقة الحديث عن صعوبة المسالك وانعدامها أحيانا، وخاصة الطريق الرئيسي المؤدي إلى القرية في انتظار إنجاز مشروع الطريق المؤدي إلى المنطقة، انطلاقا من قرية بوطويل، بحيث أن تدهور وضعية الطرق تسبب منذ سنوات في خلق صعوبات كبيرة للسكان، ما أثر سلبا على تطور حياتهم اليومية، وعلى نشاطاتهم الفلاحية المتمثلة في الزراعة الجبلية والأشجار المثمرة، وكذا تربية الحيوانات والنحل، باعتبار أن هذه النشاطات مصدر رزق هذه العائلات. وعلى ضوء جملة هذه المشاكل المترتبة عن صعوبة المسالك، يطالب سكان القرية بضرورة فتحها وتهيئتها بطريقة تضمن وصولهم إلى بيوتهم، كما يرى السكان ضرورة إنجاز معبر مائي لقطع وادي أحمري، خاصة أن هذا المعبر يعتبر بالنسبة لهم بمثابة النقطة السوداء التي تعكر حياتهم والتي يجب القضاء عليها، خاصة في فصل الشتاء، أو في حالات ارتفاع منسوب المياه جراء التهاطل الكبير للأمطار، وهو ما يؤدي إلى عزل القرية. ومن النقائص الأخرى التي يتحدثون عنها ويطالبون بالتكفل بها، نقص التغطية الصحية في القرية، والمطالبة بإنجاز قاعة علاج، لتقريب الخدمات الصحية إلى العائلات، ثم إنجاز ملعب جواري، وخلق فضاء مميز للشباب خاصة الهاوي منهم لممارسة الرياضة، وسط هذه الفسيفساء الطبيعية والمناظر الطبيعية الخلابة، فيمتزج الهيكل الرياضي مع طبيعة المنطقة الفاتنة، وهو الحلم الكبير المنتظر بالنسبة للشباب المحب للطبيعة والرياضة، والذي سيكون متنفسهم الوحيد. عن هذه الانشغالات تؤكد مصالح البلدية أن منطقة تافرطاس، ستستفيد من عدة مشاريع في إطار العمليات الموجهة لمناطق الظل، ومنها عدة مشاريع مهمة تدخل في إطار فك العزلة عن المواطنين، وهي مشاريع مبرمجة قيد الإنطلاق، منها الشطر الأول لمشروع تأهيل وتعبيد طريق بوطويل تافرطاس، الذي خصّص له غلاف مالي يقدر بمليارين «02» سنتيم، ثم الشطر الثاني من مشروع تأهيل وتعبيد طريق بوطويل تافرطاس، بغلاف مالي قدر بما يقارب المليار ونصف مليار «1.4» سنتيم، وكذا مشروع تهيئة منبع مائي بغلاف مالي يقدر بمئتان «200» مليون سنتيم، ثم مشروع إنجاز معبر على واد أحمري الذي سيساهم بشكل كبير جدا في فك العزلة عن المنطقة برمتها، وقد خصص لهذا المشروع غلاف مالي قدره 200 مليون سنتيم. ومن المشاريع المبرمجة مستقبلا للتكفل بكل انشغالات المواطنين أيضا نجد، إنجاز ملعب جواري، وكذا قاعة علاج وفتح مسالك غابية، وهي المشاريع التي ستلبي بعض من الحاجيات الخاصة بالسكان، والتي ستخفف بعض من معاناتهم. وللإشارة، فإن منطقة تافرطاس تعتبر من مناطق الظل بهذه البلدية الجبلية، تبعد عن مركز البلدية بحوالي 25 كيلومترا، وتضم 371 نسمة، موزعين على 92 مسكنا، منها 31 بناية شاغرة بسبب هجرة الأهالي للمنطقة، وكان ذلك خلال العشرية السوداء، كما تتربع القرية على مساحة حوالي 06 كيلومتر مربع.