كان الحظ حليف ''صاحبة الكنز'' لمخرجها محمد إسلام عباس لتكون السفير الثقافي للمسرح الجهوي لأم البواقي في المهرجان الوطني لمسرح الطفل بخنشلة، خاصة وأن غايتها الأولى الأساسية تربوية تثقيفية أكثر منها ترفيهية. تأتي مشاركة مسرحية ''صاحبة الكنز'' في التظاهرة الثقافية المتعلقة بعالم البراءة بخنشلة بعد تأهلها واختيارها من طرف محافظة المهرجان، كونها تعالج وتتناول موضوعا مهما، وتحمل للطفل رسائل ترمي بالدرجة الأولى إلى المحافظة على الطبيعة بصفة عامة، والأشجار بصفة خاصة، وإقناعه بالمكانة الكبيرة التي تلعبها الأشجار في إضفاء الجمال على المحيط وزرع البهجة عند كل ناظر، وعليه رأى المسرح الجهوي لأم البواقي، حسب مراسلة تحصلت ''الشعب'' على نسخة منها، ضرورة إنتاج عمل يوّعي هذه الشريحة العمرية المهمة وزرع حب الغرس والمحافظة على البيئة في هذا الوسط، مع دفعه للوقوف ضد كل السلوكات التي تحول دون ذلك، من رعي جائر، وصيد عشوائي وكل ما من شأنه أن يفقد الطبيعة جمالها ويخل بتوازنها. وتحرك ''صاحبة الكنز'' كوكبة من الممثلين، الذين أبوا إلا أن تكون محاكاتهم لجمهورهم الطفل محاكاة طفولية مفعمة بالبراءة والولوع بالطبيعة، منهم أسامة هادف، عبد الحق محمد، رضوان حاجي، أمال بن عمرة، أمينة فرياك وغيرهم، وتقريب نص رشيد شبلي إلى الواقع. وقد استطاع الطاقم التقني للمسرحية، حسب ما ورد ل''الشعب''، من معالجة الموضوع بأسلوب وطريقة تتماشى وشريحة الأطفال المفعمة بالبراءة، حيث يعود نصها لرشيد شبلي، وإخراجها لمحمد عباس إسلام، انجاز السينوغراف لمراد بوشهير، فيما أضفى الموسيقار حسان عمارة سيمفونية طبيعية تتناغم وطبيعة العرض والفئة العمرية الموجه إليها. أما العرض الثاني، فيتناول قصة طفلة تدعى ''حياة''، فتاة عاشقة للطبيعة بكل مكوناتها لدرجة سعيها جاهدة للدفاع عن الغابة وكائناتها رفقة صديقاتها ''أرنوبة''، '' نحولة''، و''الشجرة''، وبالمقابل يظهر الحطاب بمشروعه الشيطاني للفتك بالأشجار ليزداد شراسة، حين ينظم إليه الصياد وابنه سمير، لكن ذكاء الخيّرين ينتصر في الأخير وتتم عملية إحباط مخطط الأشرار المعتدين، لتكون البيئة ذات حصن قوي ضد كل قوى التدمير والتلويث. وبهدف الإثراء المعرفي للطفل، حسب المراسلة، يبادر المسرح الجهوي لأم البواقي بتوزيع مطويات على المشاهد الصغير، تحتوي على قاموس بيئي معرفي يوضح العديد من التعاريف والمصطلحات ذات العلاقة بمختلف الظواهر الطبيعية، إضافة إلى اقتراح مسابقة في شكل مجموعة من الأسئلة حول المسرحية، بغرض اختبار مستوى الفهم لموضوع العرض، وإرسال رسائل ودعوات للأطفال من مختلف الولايات. للإشارة، تحتضن خنشلة المهرجان الثقافي الوطني لمسرح الطفل في الفترة الممتدة من 27 أوت الجاري الى 3 سبتمبر القادم بدار الثقافة علي سوايحي.