أكد أمس ضيف »الشعب«، الدكتور بقاط بركاني محمد، رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، أن الجزائر تملك كل الإمكانيات لتوفير قطاع صحي في المستوى، ولكن لابد من إعادة النظر في بعض الجوانب الهامة، واستدراك بعض النقائص المسجلة والتي حطمت ثقة المواطن في القطاع. وأضاف الدكتور بقاط، الذي يرأس أيضا المنظمة الدائمة لعمادة الأطباء الأورو متوسطيين أن »الحل للوضعية المزرية التي آل إليها القطاع، يستلزم إعادة تامة لهيكلة المستشفيات الموجودة، أو بناء أخرى، والتفريق بالمرة بين تلك الموجهة لطب الكبار والأخرى الخاصة بطب الأطفال«. ويرى ضيف »الشعب« أيضا، أنه لابد من العمل على استعادة المواطن لثقته المفقودة بالمستشفيات والسلك الطبي، هذا بالحرص على »توفير الخدمات اللازمة، الاستقبال الجيد والتكفل الحسن به«. وقال الدكتور بقاط أن على الدولة أن تزيد من الميزانية المخصصة سنويا للصحة، مع الاهتمام أكثر بتكوين الأطباء والممرضين وكذا عمال الإدارة. وركز ضيف »الشعب« بصفة خاصة على »ضرورة تحديد المسؤوليات في الهرم الصحي، ودراسة كل المعطيات على الساحة الوطنية للتمكين من التقنين الجيد لقطاع الصحة«. وأكد من جهة أخرى، على »أهمية التركيز الجيد على الوقاية، الذي من شأنه أن يساعد في تخفيض فاتورة الصحة، والتقليل من حدة انتشار الأمراض المزمنة والمتنقلة، التي أثقلت اليوم كاهل المواطن الجزائري، وكذا خزينة الدولة«. ووقف الدكتور بقاط مطولا على واقع الصحة الأليم، ليركز على »أهمية تشبيب القطاع، وإعطاء الفرصة أكثر إلى الأطباء الجدد لإبراز قدراتهم، على شرط أن يعزز تكوينهم الميداني، بتوفير كل الإمكانيات الضرورية للتكفل الجيد بالمريض، وآداء واجبهم على أحسن وجه«. وأكد في ذات السياق، أن الشباب هم مستقبل الصحة في الجزائر، هذا القطاع الذي شهد رغم كل الانتقادات والنقائص تقدما ملحوظا منذ استرجاع الجزائر لسيادتها، بحيث قفز عدد الأطباء من 500 طبيب في 1962 إلى 55 ألف في 2012«. واستغرب ضيف »الشعب«، التدهور الذي يشهده القطاع بالرغم من الإمكانيات الضخمة والجبارة والأموال الطائلة التي تضخها الدولة سنويا، إلى جانب الاهتمام الكبير الذي أولته له البرامج الخماسية التي نص عليها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة«. ونصح أيضا بإعادة دراسة توزيع الأطباء على التراب الوطني، مع الأخذ بعين الاعتبار كل ما يمكنه تحفيز الأطباء للعمل في المناطق النائية والجنوب، هذا من أجل تخفيف الضغط على الأطباء الاستشفائية في المدن الكبرى ووضع حدّ لمعاناة المريض الجزائري«. واعتبر من جهة أخرى، أن ثقة المواطن قد اهتزت كثيرا في القائمين على مراكز الصحة الجوارية، الأر الذي ولّد ضغطا كبيرا على المستشفيات الكبرى، إذ يجد المريض اليوم، سوء الاستقبال، نقص في الخدمات والأدوية والإمكانيات، مقابل التكفل الصحي الذي يطمح إليه«. ولم يخف ضيف »الشعب« استنكاره الشديد وتنديده لظاهرة »الشعوذة« التي غزت مؤخرا المجتمع الجزائري والتي تقدم ما يسمى بالطب أو العلاج البديل، عبر الحجامة والأعشاب والعقاقير«. ودعا هنا إلى تدخل السلطات الوطنية، »لمكافحة هذه الظاهرة التي تستغل ظروف المواطن السيئة، وتضر أكثر بصحته«.