يرى إسماعيل دبش، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، أن ما يجري في العالم العربي تحكمه خطة مدبرة من الغرب، التي تهدف بالدرجة الأولى إلى استمرار قوة أمريكا من جهة وتفتيت أي دولة تشكل خطرا على إسرائيل من جهة أخرى. أكد دبش، الذي كان “ضيف الشعب” إلى جانب المحلل السياسي عبد العزيز جراد، أن الفكر الفلسفي الرأسمالي يشجع على تطبيق هذه الخطة، بهدف تصدير الأزمة وعدم إبقائها في دوله، لتجد العالم العربي مخرجا مباشرا لها، موضحا في هذا الجانب أن المراكز المالية الكبرى هي التي تتحكم في مسار الدول، ما يجعلها تضطر لضمان سيرورة النظام الرأسمالي وتصدير ما يمس دوله من أزمات إلى الجهات أو البلدان التي يراها جاهزة لاستقبالها.وبين أستاذ العلوم السياسية أن واضعي الخطط، التي وللأسف تطبق بحذافرها وكما يريدون في عديد المناطق، يريدون بالدرجة الأولى تحطيم البنى التحتية للدول للوصول إلى مبتغاهم، بسبب أن النظم القديمة والشخصيات السياسية التي على رأسها لا تستطيع تحطيم ما بنته في سنوات طويلة، متطرقا في حديثه في هذا الشأن إلى القضية السورية، مؤكدا انه وبغض النظر على النظام الذي يحكمها فقد كان لديها اكتفاء ذاتي، إضافة إلى تصديرها لعديد الصناعات الخفيفة، قائلا “الآن التجار السوريون هم ضحية الثورات، خاصة مع تحطيم بنيتهم التحتية”. ومن جهة أخرى أكد إسماعيل دبش أن العالم الغربي لا يبحث عن فوز أي دولة عربية أو خسارتها وإنما هدفه الرئيسي ومبتغاه الأسمى هو انهزام كل الشعوب العربية، مشيدا في هذا الجانب بالموقف الذي بقيت الجزائر متمسكة به والذي تضمن من خلاله بقاء علاقاتها مع الدول بخير، حيث أن الجزائر ترفض التدخل في الشؤون الداخلية، وتعتبر الحل السياسي هو الأنسب ويخدم الجميع، في حين ترفض الحل الأمني بالقوة، كما جرى في ليبيا بتدخل الحلف الأطلسي بحجة انه يبحث عن إرساء مبادئ الديمقراطية في البلد المجاور وتخليصه من “ديكتاتورية القذافي.”