خص البطل الاولمبي لسباق ال 1500 متر توفيق مخلوفي باستقبال أسطوري لم يشهد له مثيل لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين قادما من العاصمة البريطانية لندن رفقة الوفد الأولمبي المشارك. لكن الفتى الذهبي خطف كل الأنظار، حيث غصت القاعة الشرفية للمطار بالصحفيين والمصورين من كل الوسائل الإعلامية الوطنية والدولة يريدون جميعهم النقاط صورة له رفقة والديه والوزير الهاشمي جيار. أجهش بالبكاء في القاعة الشرفية فرحة توفيق مخلوفي.. بالإستقبال كانت أكبر من فرحة تتويجه بذهبية سباق ال 1500 مترا التي رفع بها علم الجزائر في سماء الملعب الأولمبي بلندن وجعلت النشيد الوطني «قسما» يدوى ويصل مسامع أكثر من مليار مشاهد. فهو لم يذرف دموع الفرحة، فقط بل أجهش بالبكاء وهو يعانق أمه «خالتي شهلة» ووالده «عمي يونس» الذي كانت سعادته بإنجاز ابنه لاتوصف فحتى وإن كان واثقا بموهبته إلا أنه لم يتوقع أن يحظى باستقبال تاريخي لايليق إلا بالابطال القوميين. لكن الجزائر منحته هذه المرتبة نظير إنجازه في وقت كادنا تفقد الأمل في رؤية أبطال جدد بعد تدني مستوى الرياضة خلال ال 10 سنوات الأخيرة. بعد صعوبة، كبيرة لمغادرة القاعة الشرفية وركوب السيارة المخصصة له، بسبب تدافع الجمهور الذي توافد على المطار من أجل تحيته وتشجيعه على مواصلة العمل وتشريف الألوان الوطنية، انطلق الموكب من أجل القيام بجولة في الأحياء والشوارع الكبرى للعاصمة رفقة مئات السيارات تحت أصوات النبهات والأغاني الرياضة. توقف في ساحة الشهداء لمصافحة الجمهور ولحظة الوصول إلى ساحة الشهداء توقف مخلوفي لمصافحة السكان من سيارته المكشوفة وعبروا له عن فخرهم بإنجازه مطالبين إياه تحطيم كل الأرقام والتربع على عرش هذا الاختصاص وخلافة النجم نور الدين مرسلي، وبدى الإنبهار بحفاوة الاستقبال باديا على وجه ابن مدينة سوق اهراس الذي عجز عن وصف ما بداخله للإعلاميين الذين يغتنمون فرصة توقفه للانقضاض عليه بوابل من الاسئلة. استقبل بالورود في اودان ساحة موريس اودان غصت بدورها بالمواطنين والعائلات والتوقفه تحت الزغاريد. والتشجيعات وتهاطلت عليه الورود من كل جهة، وأراد كل من في الطريق الوصول إليه ومعانقته واخذ صور تذكارية معه، وأخرج سيارته ببطيء شديد من اودان وشارع محمد الخامس بسبب الإلتفاف الكبير. حشود غفيرة وزغاريد تهز شارع ديدوش مراد نقطة الإنعطاف كانت قصر الشعب حيث عاد الموكب الذي كان مسبوقا بسيارات الشرطة إلى وسط العاصمة عبر شارع ديدوش مراد اين كان حجم المواطنين اكبر ،واكتظ عن آخره تحت أهازيج « وان تو.. تري فيفا لالجيري» تجاوب معها البطل كثيرا وأعاد تحت إلحاح الأنصار الإشارة التي قام بها بعد الجولة الاولى في سباق النهائي، التي شبهها البعض إلى حركة العداء الجمايكي يوساين بولت لكنها ماركة مسجلة باسم مخلوفي حيث يقدف بكلمة الجزائر المكتوبة على صدر قميصه عاليا. سكان الشارع خرجوا كلهم إلى الشرفات والنوافذ وتعالت مرة أخرى الزغاريد من كل العمارات وفيما ردد من أحاطوا به نشيد قسما عدة مرات. وكانت المحطة الموالية إلى ساحة أول ماي وهي آخر نقطة بعد المرور على شارع حسيبة بن بوعلي وهناك تم اطلاق العنان للألعاب النارية وتعالت أصوات أكثر من ألفي شخص حيوا بحرارة شديدة توفيق مخلوفي الذي لم تتعب ساقاه من الوقوف في السيارة المكشوفة لمبادلة الجماهير التحية لاكثر من ساعتين دامت منذ لحظة وصوله إلى المطار على الساعة الحادية عشر الا الربع إلى غاية الواحدة والنصف ليلا. ساحة اول ماي كانت النقطة الاخيرة لجولته بشوارع العاصمة والتحقق بعدها مباشرة رفقة عائلته الى إقامة جنان الميثاق. العرض الأكبر بسوق اهراس إن الاستقبال الذي حظي به توفيق مخلوفي لم يسبق له مثيل خلال الخمسين سنة ماعدا ذلك الذي حدث بعد عودة الفريق الوطني بالتأهل إلى كأس العالم من أم درمان عام 2009. وإن كان عرس وصوله الى العاصمة كبيرا فإن العرس سيكون أكبر بولاية سوق اهراس مسقط رأسه وسيدوم عدة أيام بعدما ادخلها في تاريخ الاولمبياد في وقت لن يراهن عليه أحد في إمكانية التتويج بالمعدن النفيس لذلك كانت المفاجأة مدوية في جميع أرجاء الوطن وليس منطقة سوق اهراس فقط. ووقف زملاء العداء من البعثة الاولمبية على هفاوة الاستقبال وكيف يرد الشعب الجزائري جميل من رفع رأسه عاليا في المحافل الدولية، لذلك يكون الأمر بمثابة القدوة والتحفيز المثالي لهم للسير على خطاه، والاجتهاد مهما كانت الظروف لان تكريم الشعب لايقدر بثمن.