شرعت مصالح الامن في التطبيق الرسمي لنص التعليمة الصادرة مؤخرا والتي تقضي بمنع نشاط تجار السوق الموازية نهائيا، مهما كانت صفة التاجر، وعلى الإطلاق ولو كان النشاط صغيرا، لاسيما على مستوى الشوارع الكبرى وهو الامر الذي خلق مشادات بين مصالح الأمن والتجار الفوضويين. انطلقت أول أمس في حدود الساعة الخامسة صباحا حملة لتطهير منطقة باش جراح من التجارة الفوضوية من طرف الشرطة القضائية، وهذا لوضع حد لحالة الفوضى التي تشهدها المنطقة . وقد حاول بعض الباعة اعتراض العملية ، لكن تكاثف جهود الشرطة القضائية بمشاركة شرطة حفظ النظام ومكافحة الشغب حالت دون ذلك ومكن من السيطرة على الوضع . وتعد منطقة باش جراح من الأحياء الشعبية التي باتت ملجأ للكثير من الباعة الفوضويين الذين احتلوا كل الأرصفة والشوارع والطرقات، عارضين مختلف السلع الاستهلاكية وحتى الأدوات المدرسية، وهو ماخلق جوا ملائما لتواجد اللصوص والمنحرفين وحتى مروجي المخدرات وجاءت عملية تطهير المنطقة من الباعة غير القانونيين عقب الاحتجاجات التي قام بها سكان العمارات المجاورة للسوق الفوضوي، طالبوا فيها وضع حد لظاهرة التجارة الموازية بحيهم. بين مؤيد ومعارض، الفوضويون يصرخون''.. ديرولنا حل'' تباينت آراء المواطنين والتجار عقب الشروع في تطبيق التعليمة المتعلقة بتنظيف الأرصفة من التجارة الموازية، وفي جولة استطلاعية قادت''الشعب'' الى أشهر الأسواق الفوضوية، سوق باش جراح الشعبى استفسرنا عن هذه الخطوة الهامة التي أقدمت عليها السلطات العمومية حيث أبدى العديد من المواطنين رضاهم واستحسانهم العملية. وفى هذا الصدد قال أحد المواطنين الذي رفض الافصحاء عن إسمه: لقد أصبح الحي مزبلة حقيقية بعد احتلال الباعة الفوضويين للرصيف، لا بل حتى للطريق وتراكم للأوساخ بشكل لا يحتمل ، لولا جهود عمال البلدية وإني أناشد المسؤولين بوضع حد لهذه الفوضى.'' من جهته أفاد السيد مفتاح، وهو من أحد سكان تلك العمارات المحاذية للسوق ''أنا مع نزع الفوضى من شوارعنا، فكل الأرصفة على مستوى التراب الوطني أصبحت ملكا لهؤلاء التجار الفوضويين فلا بد من ردع هذه الفئة.'' وقال آخر'' نطالب من السلطات المعنية أن توقف هذه التجاوزات. من هب ودب أصبح تاجرا، فالأسواق العشوائية أصبحت وسيلة لفعل كل شىء من متاجرة بالمخدرات وإخفاء للمواد المسروقة واعتداء على الحرمات...إنشاء الله هذه التعليمة تطبق قبل فوات الأوان.'' أضاف يقول. ولم يتقبل أحد التجار الفوضويين طرده من المكان الذي تعود أن يبيع فيه ''ملابس نسائية''قائلا ''أين نذهب؟إذا تدبرولنا خدمة مكاش مشكل غير أرواحو أرفدونا من الطريق.'' ليتدخل آخر ويقطع حديث صديقة ''تريدون منا أن ننتحر جماعيا ليرى العالم، ما ذنبنا نحن، تخرجنا من الجامعات بدرجات عالية ونجد أنفسنا عالة على والدينا .'' مضيفا بلهجة غضب واستياء ''ماذا نفعل بحق الله ، قولوا لنا ماذا نفعل نسرق، نقتل، أم نهجر.''