أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني ابراهيم بوغالي، أن افتتاح الدورة البرلمانية العادية الجديدة هي بداية لعهد جديد من التشريع في ظل الجزائر الجديدة، حيث تنتظر نواب الغرفة السفلى المصادقة والمناقشة على سلسلة مشاريع قوانين هامة، بداية من مخطط عمل الحكومة الذي يتواجد على طاولة مكتب الرئيس، فضلا عن ثمانية مشاريع قوانين أخرى تنتظر الضوء الأخضر. افتتحت نهاية الأسبوع الماضي أول دورة برلمانية في الفترة التشريعية التاسعة للغرفة السفلى، وقد مرت إلى السرعة القصوى في عملها النيابي، تجاوبا والنظرة الجديدة، التي تنتهجها البلاد، وقد تم لحد الآن إيداع ثمانية مشاريع قوانين لدى مكتب المجلس، إضافة إلى مخطط عمل الحكومة. وبعد أن تحدث بوغالي عن هذه المشاريع والعمل الذي ينتظر النواب، أكد في كلمة بالمناسبة أن «الاستحقاق الانتخابي الخاص بالمحليات بعد أن استدعى رئيس الجمهورية الهيئة الناخبة، هو الاستحقاق الذي يعد الحلقة الأخيرة في تجديد المجالس، ولأهمية الحدث يتعين علينا جميعا أن نوليه من الاهتمام نظرا لما للمجالس المحلية من دور في التنمية لكونها الأقرب إلى انشغالات المواطن من جهة ومن جهة أخرى لما تمثله تجسيدا للإرادة الشعبية وتكريسا للمسار الانتخابي الذي بدأناه بالاستفتاء على الدستور مرورا بالانتخابات الرئاسية فالتشريعية بعدها، ودورنا في هذا الاستحقاق هو أن نعمل على انخراط المواطن في الفعل الانتخابي واختيار ممثليه بكل إرادة وحرية لأن الشأن المحلي أكثر من غيره يتطلب إسهام الجميع في العملية الانتخابية تحقيقا لمبدأ الديمقراطية التشاركية». وعاد للحديث عن قضية قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب ، بالقول « لقد ثبت لجميع المتتبعين أن قرار الدولة الجزائرية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية كان قرارا حكيما ومؤسسا على حقائق لا تقبل الشك، حقائق أثبتتها الوقائع الظاهرة والخفية»، مبرزا أن «المملكة المغربية ضربت بل نسفت كل القوانين والأعراف بل وتجاوزت كل خطوط الأخلاق ولم تراع حرمة للأخوة ولا للجيرة وأعلنت عداءها السافر والمفضوح وراحت تختلق الأوهام وتعلن دعمها للإرهابيين الذين وضعوا أنفسهم في خدمة أجندات مخابر الشر الرامية إلى تفكيك الشعوب والمجتمعات وإثارة الفتن والنزاعات». واشار بوغالي متحدثا عن الحرائق التي ضربت البلاد شهر اوت الماضي بفعل مؤامرة ، إلى أن « وعي الشعب الجزائري بلغ حد التحصن بالقيم والثوابت والذي أكسبه من المناعة ما يجعله يفوت الفرصة في كل مرة على مخططات العدوان التي تستهدف أمننا، وقد كانت الحرائق التي اندلعت في ربوع الوطن مؤشرا واضحا على درجة الحقد الذي وصلت إليه بعض الجهات»، مضيفا» وبالرغم مما خلفته من شهداء الواجب الوطني والذين نجدد ترحمنا عليهم ودعاءنا بأن يكتبهم الله عنده من الشهداء، وبالرغم من الخسائر المادية المعتبرة ومن إتلاف لثروتنا الغابية والحيوانية، ومن الأضرار الكبيرة حتى النفسية منها، بالرغم من كل ذلك، إلا أن الشعب الجزائري خرج منتصرا، بل كانت الفرصة مواتية ليعلم القاصي والداني مدى تماسكه واتحاده، وهو الذي هب في لحمة وطنية منقطعة النظير دفاعا عن الوطن في أجواء أسطورية من التضامن والتعاون عبرت بصدق عن مدى تمسكه بوطنه الواحد الموحد، إنها الوحدة التي تكسرت على جدارها الصلب المتين كل أمواج الحاقدين والمتآمرين، ولم يكن ذلك غريبا على شعب أبي ما فرط يوما في الوطن ولا استسلم لقوى الظلم والعدوان، شعب قدم فداءً لوطنه قوافل من الشهداء عبر العصور والأجيال». وفي سياق آخر تطرق رئيس المجلس الشعبي الوطني، إلى الجارة ليبيا قائلا إن «الندوة الأخيرة التي انعقدت بالجزائر يومي 30 و31 أوت والتي حضرها وزراء خارجية دول الجوار وممثلي الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي إلا دليل على صدق نوايا الجزائر في حلحلة الوضع في الشقيقة ليبيا، فاسترجاع ليبيا مكانتها بتمكين الأشقاء الليبيين من حقهم في بناء دولتهم هو بمثابة الضمانة لاستقرار المنطقة برمتها، والجزائر اليوم ،وبفاعلية دبلوماسيتها، تؤدي دورا محوريا من أجل إحلال الأمن والاستقرار والدفع بعملية السلام، ومساعدة إخواننا الليبيين على تغليب الحكمة من أجل حل ليبي - ليبي بعيدا عن الضغوطات والتدخل في الشأن الداخلي».