في مفارقة كبيرة تبين أن مستشفى بن رشد الذي يحتوي على 05 جراحين، وحوالي 15 طبيبا مقيم بمصلحة جراحة الأعصاب، يديرون تقريبا قاعتي عمليات بهاته المصلحة، والتي تستقبل يوميا مئات المرضى، خاصة ما تعلق بجراحة المخ وكذا الأورام، تعاني هاته المصلحة من نقص حاد في الوسائل الأساسية للجراحة. الأمر الذي عقد من عمل الفريق الطبي للمصلحة. وأعاق سير العمليات الجراحية على مستوى المصلحة، وبالتالي أصبح الطبيب الجراح يقف أمام كل عملية على أنها مغامرة تبعث على المجهول، لان الوسائل الأساسية للجراحة أضحت غير متوفرة مما عقد العملية أكثر. خاصة غياب مْىُُّفْمُِ مُِكَُّْكىٍ الذي يعتبر أهم المعدات الجراحية في المصلحة كما أفادت مصادرنا، كذلك غياب أهم وسيلة في العمليات الجراحية والتي من وظائفها توقيف النزيف في العمليات المستعجلة على المخ مْىفٌُِىق، مما ضاعف من المسؤولية الملقاة على كتف الجراحين، وبالتالي أي عملية جراحية أصبحت مبعث على الخطر. ووفق ما استقيناه من المصدر أن العمل في هذه المصلحة أصبح غير ممكن، إن لم نقل أضحى مستحيلا، وهذا لظروف تسيير محضة لا علاقة لها بأي جوانب أخرى . وفي سياق متصل بنفس المصلحة (جراحة الأعصاب) هذه المرة بمستشفى الحجار، على عكس الوضعية التي عليها مستشفى بن رشد، ففي ظل توفر الوسائل والإمكانيات الأساسية للجراحة، يعاني المستشفى من نقص حاد في الممرضين الأساسيين للعمليات الجراحية لمصلحة جراحة الأعصاب دائما، لان هذه المصلحة التي تضم 02 جراحين تم تنصيبهم منذ أربعة أشهر فقط، مع العلم أن المستشفى له أزيد من ثلاث سنوات من افتتاحه، لكن الخلل يكمن في غياب كلي للممرضين على مستوى هذه المصلحة مما أدى إلى شلل تام وكلي في المصلحة التي كان من الممكن أن تقدم الكثير خاصة لأولئك المرضى الذين يتكبدون يوميا معاناة الانتظار، فما الفائدة إذا من توظيف جراحين على مستوى هذه المصلحة إذا كانت غير مدعمة بفريق من الممرضين الأساسيين الذي يؤطرون ويسهلون عمل الجراحين على مستوى المصلحة. وبالتالي الأمر أضحى أكثر استعجالا، إما أن يتم تدعيم هذه المصلحة بالموارد البشرية الكافية وخاصة الممرضين، وإما المصلحة مهددة بالغلق لأنها تعاني الشلل منذ افتتاحها.