فرض المنتخب الوطني الجزائري التعادل على المنتخب البوركينابي، بهدف لمثله سهرة الثلاثاء بملعب مراكش بالمغرب، لحساب الجولة الثانية من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2022 بقطر، محافظا على صدارة ترتيب المجموعة الأولى، بالرغم من المستوى الباهت الذي ظهرت به العناصر الوطنية، خصوصا في المرحلة الثانية من المواجهة التي تراجع فيها مردود المنتخب فوق أرضية الميدان، جراء معانات الكثيرين من الجانب البدني. خرج المنتخب الوطني الجزائري من تربّص شهر سبتمبر دون خطأ، بعدما حقّق الأهم بالفوز على منتخب جيبوتي بثمانية نظيفة، خلال الجولة الأولى من تصفيات المونديال القطري بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، والعودة من المغرب بنقطة التعادل أمام الخيول البوركينابية لحساب الجولة الثانية من ذات التصفيات، الأمر الذي سمح لأشبال بلماضي الحفاظ على صدارة المجموعة الأولى، أمام المنافس المباشر على ورقة التأهل إلى المباراة الفاصلة المؤهلة للمونديال العربي بفارق الأهداف. في ذات السياق، يعتبر تاريخ الفيفا لشهر سبتمبر هاجس كل مدرّبي المنتخبات الوطنية، كونه يتزامن مع انطلاق الموسم الكروي، الذي يعرف غالبا بتراجع اللاعبين من الناحية البدنية ونقص ريتم المباريات، جراء توقف كل البطولات العالمية في الفترة الصيفية، الذي يضاف إلى قلة تحضير بعض اللاعبين بسبب تغيير أجواء اللعب نحو فرق جديدة، وهو ما ظهر جليا مع كل من فغولي، بلايلي، سليماني وبن ناصر مع بداية الشوط الثاني، الأمر الذي ساهم في تراجع مردود الخضر فوق المستطيل الأخضر. هذا، وأجّل رفقاء القائد رياض محرز التأهل للمباراة الفاصلة إلى غاية شهر نوفمبر المقبل، وتحديدا عند الجولة السادسة من التصفيات أمام رفقاء محمد كوناتي، في المواجهة التي سيحتضنها ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، مباراة ستكون بمثابة نهائي بالنسبة للمدرب بلماضي وأشباله، بعدما عقدوا المأمورية على أنفسهم أمام الخيول. 29 مباراة دون هزيمة من جهة أخرى، حافظ المحاربون على سلسلة المباريات دون هزيمة التي بلغت 29 مباراة كاملة، ويقترب من تحطيم رقم المنتخب الفرنسي المحقق ما بين (1994 - 1996) بثلاثين مواجهة دون تذوق طعم الهزيمة، ويفصلهم 39 يوما لبلوغ سنتين دون السقوط في فخ الهزيمة، الأمر الذي يعتبر انجازا كبيرا في تاريخ المنتخب الوطني وكرة القدم الجزائرية، خصوصا أن الخضر تمكنوا من الإطاحة بمنتخبات قوية في القارة السمراء على غرار نيجيريا، السنغال، تونس ومالي في مناسبتين، رفقة الفيلة الإيفوارية ومنتخب كولومبيا في مناسبة واحدة، والتعادل أمام المنتخب المكسيكي في ودية شهر أكتوبر 2020. بلماضي ثالث أفضل مدرّب كما يقترب الناخب الوطني جمال بلماضي، ليصبح أفضل مدرب في تاريخ الفريق الوطني، حيث يحتل المركز الثالث في ترتيب المدربين، الذين بصموا نجاحهم على رأس العارضة الفنية للخضر، أين تمكن في ظرف وجيز من بلوغ عتبة 22 فوزا، حقّقها بعد قيادته للعارضة الفنية للخضر في 32 مواجهة، وهو الأمر الذي عجز عنه الكثير من المدربين الذين تعاقبوا على الجهاز الفني للأفناك في عهد الجزائر المستقلة. السيطرة على القارة السمراء جاءت في ظرف وجيز لبلماضي، بالرغم من أنه ورث منتخبا منهارا، تمكن من إعادة هيبته في أقل من سنة وقاده للتتويج بكأس أفريقيا 2019 بمصر، ومنه الحفاظ على سلسلة المباريات دون هزيمة، وهو الأمر الذي عجز عنه سالفوه الذين استغرقوا الكثير من الوقت لبناء منتخب متماسك ومتجانس في كامل الخطوط، حيث أنّ شيخ المدربين رابح سعدان الذي يحتل صدارة ترتيب المدربين، الذين حققوا انتصارات بألوان الخضر، تمكّن من الفوز بثلاثين مواجهة في 75 لقاء أشرف فيها على تدريب المنتخب الوطني خلال 04 عهدات كاملة، ليأتي بعده الأسطورة رشيد مخلوفي الذي تذوق طعم الفوز في 29 مناسبة من أصل 57 مقابلة، درب فيها الخضر في مناسبتين الأولى دامت سنة بين (1971 - 1972)، والثانية طالت لأربعة سنوات كاملة ما بين (1975 - 1979). تحطيم 3 أرقام جديدة في تربّص سبتمبر تربّص شهر سبتمبر عرف تحطيم أرقام جديدة للجيل الحالي للمنتخب الوطني، حيث أضحى الفوز على منتخب جيبوتي لحساب الجولة الأولى من تصفيات كأس العالم 2022 بنتيجة (8 - 0)، أثقل فوز للمنتخب الجزائري لكرة القدم في المباريات الرسمية على مدار التاريخ، والثالث في الترتيب العالم بتاريخ مواجهات الخضر الرسمية والودية. ولا يزال القنّاص إسلام سليماني يبهر متتبّعي أبطال إفريقيا بأرقامه المذهلة، حيث تمكّن من معادلة رقم أفضل هدّاف في تاريخ الخضر عبد الحفيظ تاسفاوت ب 36 هدفا سجّلها في 80 لقاءً، بعدما تمكن من تسجيل رباعية كاملة في مواجهة جيبوتي التي كانت ال 75 له بألوان الخضر، رقم عجز عن معادلته كل المهاجمين الذين تعاقبوا على منصب المهاجم الحر في المنتخب، منذ اعتزال ابن مدينة الباهية وهران اللعب الدولي سنة 2002. في سياق ذي صلة، بات الحارس الأسطوري للمنتخب الوطني رايس الوهاب مبولحي، رابع أكثر اللاعبين في تاريخ المنتخب الوطني حملا للقميص الوطني، بعد بلوغه المباراة رقم 80 بألوان الجزائر، وسيتمكّن من التموقع في المركز الثالث خلال تربص الشهر المقبل، ليتجاوز بذلك الثنائي المتألق في تسعينيات القرن الماضي المهاجم عبد الحفيظ تاسفاوت وصانع الألعاب بلال دزيري. من جهة أخرى، وعكس التربصات المنصرمة، أشرك الناخب الوطني جمال بلماضي، 19 لاعبا في مواجهتي منتخبي جيبوتي وبوركينافاسو، الأمر الذي لم يحدث منذ مدة، حيث تعوّد بلماضي على منح الفرصة لعدد أكبر في التربصات المنصرمة.