أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى، أمس أن موجة الحرائق التي أتت على مساحات واسعة من الغابات والأحراش والأراضي الفلاحية لم تلحق خسائر كبيرة بمردود الحبوب، بسبب يقظة الفلاحين خاصة بمناطق الجنوب حيث تم الإنتهاء من عملية الحصاد أياما قبل رمضان. ووصف بن عيسى في اتصال هاتفي ب «الشعب»، مردود الحبوب هذا الموسم ب «الجيد»، دون أن يفصح عن التقديرات الأولية لكميات الإنتاج المسجلة، بسبب أن عملية التقييم النهائي لموسم الحصاد توجد في نهايتها كما قال. وأوضح بن عيسى في رده على سؤال حول تأثير موجة الحرائق التي مست مساحات واسعة من الأراضي الفلاحية والغابات على الإنتاج، أن النيران لم تلحق خسائر كبيرة بمحصول الحبوب، كون أن عملية الحصاد التي انطلقت شهر ماي كانت قد انتهت بالكثير من المزارع قبل شهر رمضان. وأشاد بن عيسى في هذا السياق بيقظة الفلاحيين، وحسن تأطيرهم الذي جنب كما قال القطاع خسائر مادية معتبرة، كانت ستلحق بمحصول الحبوب. من جهة أخرى، أفاد المسؤول الأول عن قطاع الفلاحة، أنه أعطى تعليمات تقضي بالسماح للمتعاملين الاقتصاديين باستيراد مادة البطاطا، مشيرا إلى أن هذا القرار قد تم طرحه للنقاش في اجتماع المجلس المتعدد المهن لسد العجز المتوقع لهذا المنتوج، بعد تسجيل تأخر في غرس الفلاحين للبطاطا لأكثر من شهر، حيث تزامن موسم الغراسة مع شهر رمضان، أي شهر جويلية المنصرم وارتفاع درجات الحرارة التي حالت دون التحاق الكثير من الفلاحين بأراضيهم، ناهيك عن نقص اليد العاملة وهو ما يعني أن جني هذه المادة سيتأخر إلى أواخر شهر نوفمبر وبداية شهر ديسمبر، الأمر الذي يفرض علينا التفكير في تغطية احتياجات هذه الفترة عن طريق الاستيراد، ولكن بشرط ألا تتجاوز الكمية المستوردة 2 بالمائة من نسبة الإنتاج الوطني. وأضاف بن عيسى، أن قرار السماح باستيراد البطاطا، يبقى كاحتياط، سيتم اللجوء إليه في حال سجل عجزا في انتاج هذه المادة خلال الأشهر القادمة. وبخصوص نقص اليد العاملة وتأثيرها على إنتاج القطاع شدد بن عيسى على ضرورة إدخال الفلاحين المكننة، لأنه لا يعقل أن يتم حرث وبذر الأرض، وبقاء المحاصيل دون جني بسبب نقص اليد العاملة، معترفا في هذا السياق بأن هذا المشكل بات يؤثر على الإنتاج ويجب تجاوزه، من خلال الاستفادة من قروض الدعم التي وفرتها الدولة للفلاحين لتطوير نشاطهم.