أكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، صالح عوض، أمس، أن الزيارة المرتقبة لوزير الدفاع الإسرائيلي للمغرب، الأسبوع المقبل، تأتي في سياق "تسريع وتيرة التحرك الصهيوني لاستهداف أمن المنطقة واستقرارها". أوضح صالح عوض، في حوار لوكالة الأنباء الجزائرية، أن الزيارة الرسمية التي سيقوم بها بيني غانتس للمغرب يوم 24 نوفمبر، يأتي لترجمة ما تم التوقيع عليه من مذكرات لاتفاقيات استراتيجية بين الحكومة المغربية والكيان الصهيوني، والذي يعمل حاليا على تسريع وتيرة تحركاته لاستهداف أمن المنطقة واستقرارها". قال، إن هذه الزيارة التي تأتي بعد أيام من ذكرى إعلان استقلال دولة فلسطين، الذي تم في تاريخ 15 نوفمبر 1988 من طرف منظمة التحرير الفلسطينية، في دورة المجلس الوطني الفلسطيني 19 المنعقدة بالجزائر العاصمة، هي تعبير ''عن موقف عميق وثابت لدى الطرفين المغربي والصهيوني، بأهمية العلاقة بينهما للتخادم في قضايا إقليمية". وأضاف قائلا: '' فيما يبدو، من جهة أخرى، أن التطورات السياسية والأمنية والدبلوماسية في المنطقة دفعت الكيان الصهيوني للتصعيد من وتيرة تحركاته وتدخلاته من خلال مسؤوليه العسكريين والأمنيين، والذين يلوحون بتحالف يستهدف أمن المنطقة واستقرارها". وأوضح أن موضوع الصحراء الغربية ومنطقة الساحل والتجسس على المنطقة سابقا، وتحريك القوى التخريبية في المنطقة مقابل اقتحام الكيان الصهيوني للاتحاد الإفريقي ودعوات شرعية الشراكة في إفريقيا، دليل على إدراك قادة الكيان الصهيوني أن الجزائر تقف حجر عثرة أمام هذا المبتغى، وهو ما تجسد بتحرك الدبلوماسية الجزائرية لإلغاء احتمالية التسلل الصهيوني للاتحاد". وذكر الكاتب الفلسطيني، أن "اللقاءات بين الطرفين متواصلة منذ زمن بعيد، والعلاقات وثيقة بينهما، والحكومة المغربية هي من سهل اللقاء بين المصريين والصهاينة سابقا للتحضير لاتفاقيات كامب ديفد". وعاد المتحدث للتأكيد على أن العلاقة بين الكيان الصهيوني والمخزن متنوعة أمنيا واقتصاديا وسياسيا، وتشارك الطرفين عدة مهمات، آخرها التجسس على المنطقة من خلال نظام اختراق صهيوني". ولكن خطورة هذه العلاقة تكمن في سعي التحالف المغربي -الصهيوني للقيام بمهمات في منطقة الساحل. وحول النتائج المتوقعة من الاتفاقيات المحتمل توقيعها بين الطرفين، قال المحلل عوض، أنه ''بلا شك هذا التخادم الصهيوني المغربي سيكون بشكل مباشر موجها لإنجاز ملفات متكاملة بين الطرفين، فقضية الصحراء الغربية والتحرك لتأكيد النفوذ في الإقليم والاستفادة من التكنولوجيا الإسرائيلية في مجالات عديدة، سيكون مقابل دخول الكيان رسميا وعمليا للمنطقة". وفي السياق، أكد المتحدث أنه لا يجب إغفال ''الدور الفرنسي في هذا المشهد. ففرنسا وإسرائيل، كل منهما يمثل للآخر مزلاقا للتمكن من بسط نفوذهما في المنطقة"، مشيرا إلى أن '' هناك محاولة للتسلل في المغرب العربي" عبر ليبيا،لاسيما بعد الحديث عن أسماء مرشحة للرئاسة، تبين أنه تجمعها صلة وثيقة بالجانب الإسرائيلي". وعاد الكاتب الفلسطيني للتذكير، بأن "ما يجري حاليا من محاولة زعزعة الأمن والاستقرار في تونس هو محاولة لفتح المجال والتوجه لاحقا إلى تحقيق التطبيع مع الكيان الصهيوني، لمحاصرة موقف الجزائر المساند للقضية الفلسطينية والرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني ومحاولة اختراقه للاتحاد الإفريقي".