استفاد نحو 350 مواطن من سكان مناطق الظل بورقلة من الخدمات الطبية للقافلة التي نظّمتها جمعية النخبة الوطنية للعلوم الطبية بورقلة، والتي حملت اسم الفقيدتين ابتهال طالبة الطب وتوأمها أنفال لقاط، وتعد هذه القافلة الطبية الثالثة من نوعها في فائدة سكان هذه المناطق. حطّت القافلة الطبية لجمعية النخبة الوطنية للعلوم الطبية بورقلة الرحال هذه المرة بقرية عقلة الأرباع، وقد شهدت منذ انطلاقها إقبالا منقطع النظير من طرف ساكنة هذه القرية حتى بلغ عدد الأشخاص الذين استفادوا من خدماتها الطبية 350 شخص، كما استفاد سكان المنطقة من كشوفات مبكرة لمختلف الأمراض (السكري، ضغط الدم، سرطان الثدي، سرطان عنق الرحم، وكذا تأخر النمو لدى الأطفال)، حسبما ذكر رئيس المكتب الولائي للجمعية، صهيب تلي. وفي إطار نشاطها، قدّمت القافلة الطبية مجموعة من الفحوصات في مختلف التخصصات، بالإضافة إلى إعانات بالأدوية وفّرتها الجمعية للوصفات المقدمة من طرف الأطباء الذين رافقوا القافلة. وضمّت القافلة طاقما طبيا وشبه طبي في مختلف التخصصات، طب عام، أسنان، الأطفال، النساء والتوليد، العظام، تخصص الأذن والأنف والحنجرة، طب العيون، طب داخلي وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، قابلات وممرضات وكذا طلبة الطب وطب الأسنان وصيادلة. وتندرج هذه القافلة الطبية، ضمن أهم النّشاطات التي تسعى الجمعية للقيام بها خلال مشوارها والحفاظ عليها كتقليد، سعيا منها لتقديم الرعاية الصحية لسكان المناطق النائية والمعزولة لما يعانيه سكانها من نقص في التغطية الصحية، ومشقة التنقل نحو مركز المدينة لتلقي العلاج. هذه القافلة الموجهة لفائدة سكان هذه المناطق تعد الثالثة من نوعها من تنظيم جمعية النخبة الوطنية للعلوم الطبية بورقلة، فضلا عن قوافل أخرى من تنظيم جمعيات محلية سبق وأن شاركت فيها الجمعية. من جانبهم، عبّر سكان قرية عقلة الأرباع عن استحسانهم لهذه المبادرة، خاصة وأنّهم يتواجدون في منطقة بعيدة بحوالي 20 كلم عن مقر بلدية أنقوسة، وبما يقارب 40 كلم عن عاصمة الولاية ورقلة. وبهذا الصدد، ذكر من جانبه الناشط المحلي إدريس خويلدي أنّ هذا النوع من المبادرات يستحق التثمين، داعيا جميع الجمعيات بمختلف تخصّصاتها إلى تركيز نشاطاتها التضامنية على هذه المناطق المعزولة، والتي يضطر ساكنتها لتحمّل تكاليف تفوق في كثير من الأحيان قدرة المواطن البسيط، حيث أن سعر استئجار سيارة من قرية دبيش إلى ورقلة مثلا على مسافة نحو 60 كلم لتلقي العلاج لا يقل عن 3 آلاف دينار جزائري، وهو مبلغ يصعب على الكثير من ساكنة هذه المناطق دفعه، بالإضافة إلى التكاليف الأخرى لتلقي العلاج وشراء الدواء، والتي تتجاوز امكانيات الكثير من المواطنين في هذه المناطق.