يُعوّل المهتمون بالشأن الثقافي بولاية باتنة، رفقة مديرية الثقافة والفنون على مبادرة جديدة لإعادة ترميم الضريح التاريخي والأثري للملك النوميدي إمدغاسن المتواجد ببلدي بومية، وإعادة الاعتبار له بعد عمليات التخريب التي تطاله في كل مرة وتأثير الظروف الطبيعية والمناخية عليه، حيث كشفت مصادر من القطاع عن تعاون جزائري أمريكي في هذا الخصوص سينطلق قريبا. عملية ترميم الضريح تندرج حسب ذات المصادر في إطار التعاون بين وزارة الثقافة والفنون الجزائرية وسفارة الولاياتالمتحدةالامريكية بالجزائر، بعد أن وقّع الطرفان على اتفاقية تعاون تتعلق أساسا بتمويل السفارة للمشروع العلمي، الذي يندرج ضمن الحفاظ على التراث الإنساني المشترك، وذلك من خلال إجراء دراسة علمية وتقنية دقيقة لترميم الضريح يُشرف عليها علماء وخبراء في الأثار ببلادنا.. ترميم ضريح إمدغاسن سيقوم به فريق مختص من الوزارة الوصية، في انتظار الاستفادة من الغلاف المالي الخاص بالعملية، لتجسيد الاتفاقية على أرض الواقع، وحماية هذا المعلم الأثري والتاريخي النادر، وهي المبادرة التي أطلقت في عهد وزيرة الثقافة مليكة بن دودة. وأشارت مصادرنا إلى رفع التجميد المالي عن العديد من المشاريع في قطاع الثقافة تتعلق بترميم عدد من المعالم التاريخية والأثرية، على غرار ضريح الملك النوميدي إمدغاسن تضاف له ميزانية السفارة الأمريكية، والتي تأتي بعد عدة محاولات وطنية لترميم الضريح منها تلك التي شوهت المعالم، كونها أسندت قبل سنوات لمقاولة أشغال مختصة في البناء وليس في ترميم الأثار بغية إعادة حجارته المتهاوية، أثر على شكل الضريح خارجيا بعد تركها لممر يتعلق بسيلان مياه الأمطار بداخله. وبالنسبة للمبادرة الأجنبية، فقد فشلت مبادرة سابقة للاتحاد الأوروبي لترميم الضريح نظرا لعدم الافراج عن الدراسة الخاصة به، كما شهد المعلم ترميما من طرف خبراء إيطاليين نهاية القرن الماضي، بعد أن ذهلوا لهندسته المعمارية العالية الدقة كونها أخذت العوامل الطبيعية في انجازه. والجدير بالذكر، أن ضريح إمدغاسن يضم أبوابا وهمية لمنع الدخول إليه، ويُعد أقدم ضريح في شمال إفريقيا، حيث يرجع حسب دراسات تاريخ تشييده إلى القرن الثالث أو الخامس قبل الميلاد، ولا يزال محاطا بالكثير من الأسرار والألغاز الخاصة بهندسته المخروطية الشكل.