كشف مدير الثقافة لولاية باتنة، عن مبادرة لإعادة ترميم ضريح الملك النوميدي إمدغاسن، الواقع بمنطقة بومية بباتنة. و تندرج العملية، في إطار التعاون الجزائري الأمريكي بموجب اتفاقية بين وزارة الثقافة الجزائرية والسفارة الأمريكية بالجزائر، و قد أوضح المسؤول، بأن مضمون التعاون يخص تمويل السفارة للمشروع العلمي الأثري الذي يعنى بدراسة وترميم ضريح إمدغاسن، من خلال تشكيل فريق علمي من خبراء من وزارة الثقافة وأساتذة باحثين جامعيين مختصين في الاثار، والعمل على برنامج علمي تقني لتطبيق الاتفاقية على أرض الواقع. وأشار المسؤول، إلى اقتراح الجهات الوصية، إدراج ميزانية لتسجيل عملية الترميم لإعادة الاعتبار للضريح النوميدي إمدغاسن، في انتظار مقرر وزارة المالية لتفعيل العملية، علما أنه تم قبلا الوقوف على وضعية الموقع وأعلنت الوزيرة السابقة للقطاع، عن رفع التجميد عن مشاريع لترميم الضريح الملكي النوميدي إمدغاسن بالإضافة إلى الدعم الذي خصصته سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية للمشروع. كما يجدر التذكير، بمبادرة سابقة لم تجد طريقها إلى التجسيد بدعم من الاتحاد الأوروبي لترميم ضريح إمدغاسن بسبب عدم الافراج عن الدراسة، وقد ظل المعلم الذي يعد أقدم ضريح في شمال إفريقيا مهملا ويتهدد جزءا منه تساقط الحجارة المرصوصة وفق هندسة متناسقة، و لا يزال الضريح الذي يرجح بأن تاريخ تشييده يعود إلى القرن الثالث أو الخامس قبل الميلاد، محاطا بالأسرار والألغاز حيث لم يحظى بدراسات تاريخية معمقة وكافية، ويؤكد باحثون، بأنه يعكس طقوس دفن للنوميديين بشمال إفريقيا، وفضلا عن ذلك فإن هندسته المخروطية الشكل تحمل لمسات للهندسة المعمارية من الحضارات القديمة، كالفرعونية والإغريقية مثلما ذهب إليه مؤرخون. وقد تعرض الضريح على مر التاريخ لمحاولات هدم من طرف باحثين عن الكنوز باءت كلها بالفشل، وتم في سنوات السبعينات من القرن الماضي ترميمه من طرف الإيطاليين، وكان لمحاولة إعادة حجارته قبل عشر سنوات من طرف مقاولة بناء غير متخصصة، أثر في تشويهه وترك مسار لسيلان مياه الأمطار بداخله، ويضم الضريح أبوابا وهمية لمنع الولوج إليه وبوابة رئيسية تؤدي إلى الداخل أين تقام الطقوس الجنائزية، و حسب باحثين، في الآثار فإن هندسته المعمارية متناهية الدقة حيث أخذت بعين الاعتبار العوامل الطبيعية من إطلالة الشمس إلى المسافة بين مرتفعات تضاريسية. ياسين عبوبو