اتفقت عديد دور النشر المشاركة في المعرض الدولي للكتاب في طبعته ال17 على قلة التبادل في عالم الاصدارات والكتابات بينها وبين نظيراتها في الجزائر من جهة ومن جهة أخرى، ضعف جسور تواصل الكاتب الجزائري ودور النشر العربية، بما يضمن الانفتاح الحقيقي على ثقافة بلادنا والتعريف بها خارج رقعتها الجغرافية مع السعي الى حماية الموروث الثقافي المشترك للعالم الإسلامي والعربي، والتصدي لكل التشويهات الدخيلة عليه والعمل على الحفاظ عليه في ظل العولمة التي اجتاحت ومست جميع الميادين. وقد توقفت «الشعب» في جولة لها بمعرض الكتاب، الذي يختتم اليوم، عند عدد من دور النشر العربية التي أصبحت مشاركتها في هذا العرس الثقافي الكبير الذي يعنى بخير جليس للإنسان، والذي تزامن في دورته ال17 بمرور خمسين سنة على استرجاع الجزائر لسيادتها الوطنية، بهدف معرفة مدى متانة جسور التواصل والشراكة بين هذه الدور ونظيراتها في وطننا. كتب التاريخ الجزائرية مطلوبة فلماذا غيابها عن المعارض الدولية؟ وفي هذا الشأن تأسف هيثم الرباب مسؤول دار إحياء التراث العربي بلبنان، عن غياب أواصر وسبل الاحتكاك بينهم وبين كتابنا في الجزائر، مثمنا في هذا الصدد الطاقات التي تحويها الجزائر في ميدان الكتابة في مختلف القوالب سواء تعلق الأمر بالشعر، النثر، ومختلف أنواع الكتب علمية، تاريخية وغيرها، حيث أكد ذات الناشر اللبناني أن هذا الشيء لاحظه واكتشفه بحكم معرفته القديمة بالثقافة والكتابة الجزائرية من جهة، ومن جهة أخرى من خلال خبرته في المعرض الدولي للكتاب ببلادنا والذي أصبح تقليدا لدار إحياء التراث لمدة عشر سنوات . كما كشف هيثم الرباب على اهتمام دور نشر اللبنانية بالتاريخ الجزائري، قائلا /فمثلا العام الماضي كانت هناك دار نشر لبنانية تبحث عن كتب حول تاريخ الجزائر، والذي كان يبحث عنها عراقي، وهنا يبقى السؤال قائما إذا كان هناك من يبحث عن الكتاب الجزائري فلماذا دور النشر الجزائرية غائبة عن المعارض العربية وعلى رأسها معرض بغداد، مبينا في هذا الشأن آن العراقي اذا بحث عن كتاب فمن أجل القراءة خاصة وأن سمة أبناء بلاد الرافدين هي المطالعة الفعلية، وليس الاعتماد على تزيين الرفوف بالكتب. وبنبرة تأسف حادة عبر مسؤول دار إحياء التراث العربي بلبنان عن استيائه من غياب دور النشر الجزائرية عن كبرى المعارض الدولية العربية، خاصة وأنها تحمل في جعبتها مؤلفات لا يستهان بها، حيث قال صراحة وبعيدا عن لغة المجاملات لو ذهب الناشر الجزائري بإصداراته المتنوعة والقيمة إلى المعارض الدولية أظن أنه يعود فارغ اليدين حيث لا يبقى في جعبته ولا نسخة علاقة النشر الجزائري بالمغربي تجارية محضة.. أما الناشر المغربي احمد المرادي عن دار التوحيدي، فقد ثمن العلاقات والتبادلات التي تربط البلدين المغرب والجزائر، حيث بين أن هناك تعامل خاص بينهما، حيث هناك، حسبه، عدد كثير من الكتاب الجزائريين الذين يعتمدون على دور النشر المغربية لنشر إصداراتهم، حيث قال / فمثلا دار إفريقيا أصدرت كتابين /الأخلاق والحداثة/، و/الأخلاق والرهانات الإنسانية لكاتبة جزائرية، وهما حاضران في جناحنا، ويتعلق الأمر بالدكتورة نورة بوحناش ، إضافة إلى مؤلف آخر صدر العام الفارط لرزيقة عدناني مقيمة بفرنسا، وكتاب للجزائري جمال مفرح حول /نيتش الفيلسوف الثائر/، وعناوين أخرى/ وعن تعاملهم وعلاقاتهم في ميدان الشراكة مع دور النشر الجزائرية، فقد وصفه ب/تجاري المحض، حيث ليست هناك علاقات بيننا فيما يتعلق بالنشر المشترك المدعم من الطرفين . بوادر تعاون دار الشروق المصرية والنشر الجزائري .. ومن جهته أعاب مسؤول دار الشروق المصرية محمد خدري الطرفين الجزائري والمصري، حيث أكد على غياب شراكة فعلية بين دور النشر الجزائرية والمصرية، حيث بين أن مثل هده الخطوات بداية من عالم الكتاب من شأنها خدمة الثقافة العربية على وجه العموم والتي تجتمع في هوية واحدة مستمدة من حضارتنا القديمة التي يشترك وتخص كل قطر من أقطار هذه الأمة، إضافة إلى تعريف مختلف بلدانها بتراث الآخر. كما تحدث في هذا الجانب مسؤول ذات الدار المصرية ل«الشعب» عن وجود بوادر فعلية من اجل فتح جسور التواصل والشراكة في عالم الكتاب بين دور النشر الجزائرية ودار الشروق، حيث قال في هذا الصدد ''في الفترة الحالية نفكر ان تكون لنا شراكة فعلية مع دور النشر الجزائرية''، كاشفا عن وجود تعامل كبير مع الكتاب الليبيين، التونسيين، واللبنانيين. اما عن اصدار دار الشروق مؤلفات لكتاب جزائريين، فقد أكد محمد خدري انها موجودة، غير انها ضئيلة ولا ترقى للعلاقة التاريخية التي تربط بين البلدين، ومن بين الكتاب الذين تعاملت ذات الدار المصرية معهم زينب الميلي، إضافة الى كتاب حول العلامة عبد الحميد بن باديس لمؤلفه محمد بهي الدين سالم، قائلا التبادل الثقافي بين مصر والجزائر موجود، الا انه في حاجة الى تعزيزه وتعميمه على كل الميادين الثقافية وتوسيعها .وفي الأخير ثمن محمد خذري دور المعرض الدولي للكتاب الذي تحتضنه الجزائر، مؤكدا على حرص دار الشروق المصرية على المشاركة في كل التظاهرات الثقافية العربية والأجنبية.