تشهد مدينة بسكرة إقبالا متزايدا للعائلات التي تسعى إلى التزوّد بالمواد الغذائية ومستلزمات شهر رمضان الكريم،وما يميز هذه السنة البحث والتهافت على اقتناء مادة السميد وزيت المائدة، وهي سلع أضحت نادرة حيث عادت مظاهر الطوابير والانتظار لساعات من أجل الحصول على كيس سميد وصفيحة زيت قد يحتاجها المستهلك، وهناك من يعيد بيعها في مضاربة طفيلية عادت للظهور بقوّة نتيجة التذبذب في التوزيع، ومضاربة تجار الجُملة المتحكمين في المشهد من خلال التقصير في التوزيع.. ظاهرة التهافت على اقتناء مادة السميد والزيت أضحت عاملا يزيد من تفاقم الأزمة، حيث يعمد المضاربون في إعادة تسويق هذه المواد بطرق غير شرعية، ويشير أحد المواطنين أنه اقتنى كيس سميد حجم 10 كلغ بزيادة 500 دج بمعنى أن ثمن الكيس يصل إلى 1500دج، وذلك بالرغم من الحجم الكبير لإنتاج مطاحن الولاية الذي يصل إلى حدود 10000قنطار يومي، كما يلاحظ بحسب من تحدثنا إليهم أن نسبة كبيرة من مقتني المادة من ولايات مجاورة يشترون كميات كبيرة يوميا لإعادة تسويقها في الولايات المجاورة خاصة ولاية خنشلة، حيث تشتد أزمة السميد بدائرة زريبة الوادي بالرغم من قلة عدد سكانها نسبيا مقارنة بإنتاج مطاحن البركة، وهي مؤسسة كبرى لاوجود لإنتاجها بتراب البلدية حيث يعاني سكانها من أزمة حادة حيث يفشل حتى بعض عمال هذه المؤسسة في الظفر بكيس سعة 10كلغ . فتح أسواق التضامن لمواجهة الأزمة ومحاولة مساعدة ذوي الدخل المحدود لم تحل الأزمة، وأصبحت فضاء للمضاربين ومغتنمي الفرص، في ظل غياب شبه كلي لأجهزة الرقابة، ولم يعد المواطن يسأل عن السعر أو البيع «المشروط» بقدر بحثه عن إيجاد المادة الغذائية المطلوبة، بغض النظر عن سعرها، كما فشلت نقاط البيع الجوارية التابعة لمطاحن القنطرة العمومية في امتصاص وقع الأزمة، فنفس الوجوه هي من تتهافت على سحب كميات كبيرة من السميد وسط فوضى عارمة تطلبت تدخل عناصر القوة العمومية، خاصة وأن مادة السميد يتم بيعها قبل انزلاها من الشاحنة، يضاف إلى ذلك فرض شراء مادة الفرينة بطريقة كيس سميد مقابل كيس فرينة، وهي ظاهرة يمارسها تجار التجزئة الذين يمثلون الحلقة الأخيرة المرتبطة بالمستهلك والذين رفعوا سعر هذه المادة المدعمة إلى مستوى غير مسبوق . أسواق الخضر والفواكه التهبت أسعارها، عشية حلول الشهر الفضيل، لاسيما الخضر ذات الاستهلاك الواسع مثل البطاطا والطماطم وكل ما يستعمل في إعداد مائدة الإفطار، وكذا التهاب أسعار اللحوم الحمراء، ومقابل هذه الوضعية تعود مرة أخرى ظاهرة لجوء كثير من العائلات إلى التزود بوجبات الإفطار من مطاعم الرحمة، مع ملاحظة أن بلدية بسكرة على سبيل المثال خصصت أكثر 9000 قفة عينية صبّت مبالغها في الحسابات البريدية لأصحابها قبيل رمضان، إضافة إلى قُفف أخرى توزعها جمعيات خيرية.