أجمع أخصائيّون تحدّثت معهم «الشعب»، أنّ نسبة التلقيح ضد الفيروس والتي تراوحت بين 32 و35 بالمائة ضعيفة، ولابد من مواصلة العملية إلى غاية تحقيق الأهداف المسطرة. قال عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا إلياس أخاموك، إنّ «برنامج التلقيح ضد كورونا متواصل ومتاح للجميع، حسبما سطرته وزارة الصحة». الفيروس موجود أكّد الدكتور أخاموك في تصريح ل «الشعب»، أن «لا شيء تغير في عملية التلقيح، وهي تسير وفق البرنامج المعمول به». وعن تأثير استقرار الوضع الوبائي في البلاد على عملية التلقيح، أوضح متحدث «الشعب» أنه «حتى وإن كانت الحالة الوبائية مستقرة، الفيروس موجود ولم ينته بعد ولا شيء تغير». وتحدث أخاموك عن بلوغ نسبة التلقيح حوالي 32 في المائة من الشريحة المستهدفة، والتي تم تلقيحها وطنيا، ويرى عضو اللجنة العلمية أن «الرقم المسجل منخفض مقارنة بالنسبة التي يجب بلوغها لتحقيق المناعة الجماعية». ونصح المواطنين بالتوجه إلى مراكز التلقيح لتلقي الجرعات الضرورية لأن نهاية الموجة، حسبه، لا تعني نهاية الوباء، ويمكنه أن يؤدي إلى حالات خطيرة بالأخص لدى كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة - يضيف أخاموك - وعن العواقب المحتملة للعزوف عن التلقيح، قال «للأسف كنا متفائلين بنهاية الجائحة، ولكننا لسنا في مأمن من ظهور متحوّر جديد يدخلنا موجة أخرى». وأكّد أنّ «اللقاحات أثبت فعاليتها ضد الفيروس، والوقت حاليا مناسب لأخذ الجرعات لتفادي أي موجة في حال حدوثها مستقبلا». نسبة منخفضة اتّفق المختص في علم الأوبئة والطب الوقائي، البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة، مع الدكتور أخاموك في الطرح، حيث أشار إلى أن «اللقاح وكل الإمكانيات متوفرة، وعمال الصحة مجندون لمواصلة البرنامج ذاته المسطر من أجل مكافحة الوباء». وتأسّف البروفيسور بوعمرة جراء تراخي المواطنين بهذا الشأن بمجرد انتهاء الموجة الرابعة في الجزائر، وتراجع عدد الإصابات والوفيات. وتحدّث بوعمرة ل «الشعب» عما يتداول حول انتهاء فيروس كورونا في الجزائر، مؤكدا أنه «لحد اليوم لا يوجد أي تصريح رسمي من طرف منظمة الصحة العالمية في هذا الشأن». وأوضح أنّ «وزارة الصحة هي المخول الوحيد لتقديم نسبة اللقاح في الجزائر، والتي تتراوح بين 30 و35 بالمائة، حسب آخر تصريح لها». وعن تقييم نسبة التلقيح مقارنة بالأهداف المسطرة من قبل قال: «مقارنة بالإمكانيات المتوفرة والأهداف المسطرة عند دخول اللقاح إلى الجزائر، نسبة التلقيح الحالية منخفضة جدا». للتذكير، بدأت عملية تلقيح المواطنين ضد كورونا في الجزائر يوم 29 جانفي 2021، سبقها تلقيح عمال الصحة وكبار السكن والذين يعانون من الأمراض المزمنة. وأعلنت الجزائر، الأربعاء 29 سبتمبر 2021، بدء إنتاج لقاح محلي لفيروس كورونا، بالشراكة مع مختبرات «سينوفاك» الصينية. وأشرف الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، انطلاق إنتاج اللقاح، الذي حمل اسم «كورونافاك»، بمصنع تابع لشركة «صيدال» في قسنطينة. وأكّد وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد، في خرجات ميدانية وتصريحاته صحفية منذ بداية عملية التلقيح ضد كورونا، على ضرورة التلقيح «لتفادي تكرار أي سيناريو آخر، خاصة مع ظهور متحوّرات جديدة».