تخفيض وزن المحفظة، حتى وإن كان هدفا من أهداف الإصلاح التربوي والمدرسي، يبقى هامشا من هوامش الإصلاح، الذي ينبغي توسيع أفقه حتى يشمل توقّعات متعلّقة بالأجيال المقبلة، ولا يكون حبيس «القرية والمدينة» كثنائية كلاسيكية تدور حولها النّصوص التّعليمية.. عندما أسمع وزير التعليم يتحدّث عن «تحدّيات التربية في الجزائر» تقفز إلى رأسي مؤشّرات وعوامل، بدأنا نهتم بها، والحمد لله، ذلك أنّنا لسنا بمعزل عمّا يدور في العالم، وخصوصا ما تعلق بالتكنولوجيات الحديثة وتأثيراتها في التعليم والصحة، وعلى إنتاج البطاطا والفواكه، وتأثيرها على الخصوبة لدى الإنسان والحيوانات، وما ينجر عنها من سلبيات أيضا، لم نحسب حسابها، في المستقبل القريب، فما بالك بالبعيد. التعليم اليوم يتطلّب نظرة دقيقة وإستراتيجية بالنسبة لما تحتاجه الجزائر، بالنظر إلى «مستجدّات القطاع»، ومنها ظاهرة التلاميذ المتوحّدين، الذين يتزايد عددهم يوما بعد يوم (أكثر من نصف مليون حالة في البلاد)، وهي ظاهرة تجبر على الاستعداد لها في التعليم والصحة ومراكز التكفل والعناية وغيرها، وليس إحصائها والحديث عنها وكأنها ليست خطرا يتهدد النسيج الاجتماعي، متى استفحلت ولم يُحسّن آداء «المرضى بها»، وهم فئة ذكية جدا متى أخرجناها من دائرة التوحد، ولكم أن تتصوّروا الفوائد المحصّل عليها لاحقا.. الإصلاحات البيداغوجية الجاري تنفيذها في التعليم الابتدائي تفتح بابا لمراجعة المناهج المدرسية وتخفيف وزن المحفظة، وتوفّر «مكانا» للمتوحدين في الخارطة التعليمية، المُقبلة على «منصات تكنولوجيا المعلومات والانترنت»، وعلاقتها ب»العملية التعليمية»، التي تعني فيما تعنيه «تلقين وعلم» من المدرسة، و»تكوين متواصل» خارجها، بين البيت والمدرسة، والمحيط الإيجابي بينهما. نحن في فترة انتقالية، علميا وحضاريا وتكنولوجيا، نحتاج فيها لأكاديميات في التميز، في الرياضيات، المواهب، وغيرها... بها نستعد للمستقبل، الذي لن يكون في صالح فلاح يعمل بمحراث تقليدي، أو أستاذ يكتب بالطباشير، أو رياضي يشكو انعدام حذاء في التخصص، في وقت تحضّر أمم أخرى خططا للتعليم في حالات الطّوارئ والأزمات..