يتسبب التدخين في الإصابة بأمراض خطيرة بإمكانها أن تؤدي إلى الموت في حالات عديدة كما هو الحال بالنسبة لمرض تصلب الشرايين المؤدي للإصابة بالسكتة القلبية الحادة، وهذا ما تفضل بشرحه الدكتور موالك ، رئيس المجمع الجزائري للأطباء الأحرار المختصين في أمراض القلب، في الحوار الثري الذي جمعنا به. * ما علاقة التدخين بالأزمة القلبية الحادة؟ ̄ ̄ التدخين عامل رئيسي مؤهل للإصابة بعدة أمراض على مستوى كل أعضاء الجسم، نذكر أهمها مرض تصلب الشرايين ( Coronarien Artero Scleros)، أين تتكون طبقة من الكولسترول بداخل الشريان التاجي Coronarien والتي تسد المسار العادي الذي ينقل الدم الى القلب، مما ينتج عنه تشققات بداخل الجدار المتصلب لنفس الشريان، عندها يتجمد الدم مشكلا حصاة الدم ( Caillot de sang)، والتي بإمكانها أن تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة الشريان التاجي الحاد وهذا ما يفسر علميا الأزمة القلبية فإذا كان الشريان المصاب كبير أو خاص بالقلب فيمكن أن يتوفى المصاب في حالة السكتة القلبية المفاجئة وهذا ما نسجله بكثرة عند الأشخاص المدخنين، كما يمكن أن تكون أقل خطورة إذا كانت الأزمة غير شديدة وتتعلق بشريان صغير، لكن تبقى كمؤشر لإمكانية حدوثها لاحقا و بدرجة أشد خاصة إذا لم يقلع المريض عن التدخين. * ما هي الأمراض التي يتسبب فيها التدخين؟ ̄ إضافة إلى ما سبق وذكرت، يمكن أن يتسبب التدخين في إصابة شرايين أخرى في الجسم عدا الشرايين الخاصة بالقلب، ويمكن أن تكون الشرايين الخاصة بالمفاصل السفلى حيث تصاب بداء الاعتلال الشراييني ,Artheriopathie وهو مرض خطير أيضا . كما يمكن أن يصاب الشخص المدخن بعدة علل نذكر من بينها سرطانات ذات خطورة كبيرة مثل سرطان الرئتين والمثانة وغيره. ويوضع التدخين في نفس المستوى مع عدة أمراض والتي يمكن أن تؤدي بالشخص إلى الهلاك إذا ما تهاون في العلاج وابتعد عن المتابعة الطبية مثل: ارتفاع الضغط الشرياني، السكري وارتفاع نسبة الكولسترول و أي شخص مدخن معرض بدرجة فائقة إلى السكتة القلبية المفاجئة. للعلم أيضا أن الأمراض الخاصة بعروق القلب Cardio ` vasculaire توجد في بلادنا بنسبة 30 بالمائة، مما يجعلنا نقترب من النسبة التي تسجل في البلدان المتطورة ونفس الشيء بالنسبة لمرض ارتفاع الضغط الشراييني والذي بلغ نسبة 35 بالمائة هو الآخر وهذا ما يدل على تفاقم آفة التدخين في مجتمعنا. * كيف تكون الوقاية وما هي النصائح التي تتفضل بتقديمها إلى عامة الناس؟ ̄ الوقاية تكون بالابتعاد كليا عن التدخين بالنسبة للأشخاص الذين لم يبدأوا في التدخين بعد وأنصح أبناءنا عدم الاستجابة لفضولهم الذي يدفع بهم لتدخين سيجارة واحدة بهدف التجريب فقط، لأنه بتذوقها سيعتاد الشخص عليها في الحين ويمكن أن يصبح مدمنا عليها، مما يفتح لديه الشهية لاقتناء غيرها، أما بالنسبة للأشخاص المدخنين فأقول لهم يجب التوقف عن التدخين الذي يعتبر في حد ذاته مرض وأكررها يجب التوقف، وهذا بالطبع تدريجيا لأنه من الصعب ترك هذه العادة السيئة والفتاكة بصفة كلية مباشرة وعلى هؤلاء الأشخاص التحلي بالعزيمة اللازمة لذلك. وأدعو المدخنين بالإضافة إلى ترك التدخين ، إتباع حياة صحية تشمل التغذية المتنوعة والابتعاد عن الارهاق قدر الامكان مع النشاط الحركي كممارسة الرياضة وأقلها المشي لنصف ساعة يوميا وهي نفس النصائح التي أقدمها لغير المدخنين أيضا وهذا لأجل أن ينعم الكل في صحة جيدة لأن لا ننسى أن هناك من هم معرضين للتدخين دون المساس بأي سيجارة مثل الأطفال وهم يتقاسمون ضررا مع المدخنين غير مسؤولين عنه .