جندت مصالح ولاية باتنة كل امكانياتها المادية والبشرية لمواجهة حرائق الغابات خلال هذه الصائفة، وذلك بوضع جهاز الرتل المتنقل لمكافحة حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية على أهبة الاستعداد للتدخل ومواجهة الحرائق المحتملة التي تشهدها الولاية سنويا والمتسببة في اتلاف المئات من الهكتارات الغابية وخسائر كبيرة في المحاصيل الزراعية. إطلاق الرتل المتنقل للحماية المدنية، جاء في إطار الخطة الوقائية العامة المنتهجة من طرف المديرية العامة للحماية المدنية بالتنسيق مع محافظة الغابات لولاية باتنة، للحفاظ على الثروة الغابية من الحرائق خلال فصل الصيف، حيث يتكون الرتل من تعداد بشري هام من مختلف الرتب على غرار 70 عونا في الإطفاء، مدعما بالعشرات من المركبات من بينها سيارات اتصال وشاحنات إطفاء وأخرى ذات مضخات وخزانات للمياه، على ان يستمر وجوده في الميدان إلى غاية شهر أكتوبر المقبل لضمان حماية كبيرة لغابات باتنة وحتى بعض الولايات المجاورة التي تتواجد بها مساحات واسعة من الغطاء النباتي والغابي. وتعتبر الولاية باتنة من الولايات الأكثر عرضة للحرائق سنويا، ما دفع بالحماية المدنية إلى التجند أكثر وتدعيم أطقمها بهذا الرتل المتنقل الذي دخل العمل به للعام الخامس على التوالي، وهو عبارة عن مفرزة متنقلة بإمكانيات ووسائل لوجيستيكية هامة، سيدعم مختلف الوحدات الثانوية للحماية المدنية بالولاية في إخماد حرائق الغابات خاصة والمحاصيل الزراعية، وأيضا تغطية بعض المناطق والبلديات التي تفتقد لمراكز متقدمة. كما سيسمح المخطط حسب ما أفادت به مصادر من الحماية المدنية لباتنة، بالتدخل وتقديم كل الدعم والإمداد للولايات المجاورة كبسكرة وخنشلة، ام البواقي في حال اقتضت الضرورة، حيث يتركز في المناطق المحتملة لنشوب بؤر حرائق، فيما استفاد عناصره من تمارين تمويهية ومحاكاة لبعض الحرائق بهدف قياس مدى جاهزيتهم وتقييم ردود أفعالهم أمام الوضعيات الصعبة. وسبق تنصيب الرتل المتنقل، تسطير مخطط وقائي مشترك بين الحماية المدنية والمصالح الفلاحية والغابات تمثل في برمجة قافلة تحسيسية جابت مختلف المحيطات الفلاحية والبساتين، لتحسيس الفلاحين بضرورة التقيد بقواعد السلامة والوقاية من حرائق الغابات والمساحات الزراعية. وقد ساهمت هذه المجهودات والمخططات الوقائية الاستباقية لمكافحة الحرائق، تجنيب الولاية كوارث حقيقية بغابات منطقة الاوراس التي تبقى بحاجة الى حماية وتثمين الثروة الغابية التي تعتبر مصدر ثروة حقيقية ومورد اقتصادي هام، ناهيك عن المخاطر الأخرى المحدقة سنويا بالنشاط الفلاحي والمحاصيل الزراعية التي تتعرض للتلف وتكبيد الفلاحين خسائر كبيرة.