تشهد مختلف الأكلات التقليدية التي تشتهر بها عاصمة المسيلة في فصل الصيف انتعاشا وإقبالا من قبل زوار الولاية، وكذا من قبل ساكنيها نظرا لما هو معروف عليها من ذوق وفوائد لمقاومة حرارة الطقس الذي تمتاز به المسيلة. من بين الأكلات التقليدية التي تشتهر بها المسيلة المهراس أو ما يعرف بالزفيطي والشخشوخة ذائعة الصيت في جميع أنحاء الوطن، وحتى من خارجه نظرا لذوقهما الذي لا يقاوم يرافقهما بعض الإضافات من لبن وكسرة ولحم الدجاج العربي. الزفيطي..الطّبق الذي يستهوي زوّار المسيلة يعتبر طبق الزفيطي أو ما يعرف بالمهراس من بين الأطباق الشعبية التي تتميز بها منطقة بوسعادة خصوصا وولاية المسيلة عموما، نظرا لما يمتاز به من خصائص تزيد في شهيته ونكهته المميزة وذوق لا يمكن الاستغناء عنه، وما يميز الزفيطي عموما أنه يقدم ساخنا وحارا جدا لدرجة أن المستهلك له يتصبّب عرقا عند أكله في عز فصل الصيف، في درجة حرارة فاقت الاربعين درجة في بعض المناطق. وتعتمد طريقة تحضيره حسب العديد ممّن يتفنّنون في تحضيره في المنازل أو في المطاعم والخيم التقليدية على 07 جعبات فلفل يابس و03 حبات طماطم مشوية و04 رؤوس من الثوم، مضاف إليه نبتة الكسير خضراء وملعقة من الطماطم المعلبة، حيث يتم وضع الكسرة المعدة بالدقيق في ما يعرف بالمهراس المصنوع من الخشب، هذا الأخير الذي لا يمكن أن يخلو منه أي منزل بوسعادي أو مسيلي، ويتم هرسها بعصي خشبية ثقيلة عدة مرات، ويضاف إليه 07 جعبات فلفل حار يابس تهرس عدة مرات ومن ثم يضاف إليها حبات الطماطم وملعقة الطماطم المصبرة ويتم هرسها جيدا وعندما ينفذ منها الماء يضاف إليها كوب ماء وتتواصل عملية الهرس حتى تصير الأكلة عبارة عن قطع صغيرة جدا. ويعتقد الكثير من مستهلكي المهراس أنه جيد للمعدة، خاصة وأنه حار جيد ويستهلك بعده كأس من اللبن الطبيعي لتخفيف درجة حرارته، كما يستهلك رفقة لحم الدجاج العربي او لحم الخروف. وبالمقابل انتشرت العديد من الخيام التقليدية ببوسعادةوالمسيلة والعديد من بلديات الولاية المتخصصة في بيع الأكلات التقليدية، حيث لاقت إقبالا كبيرا خاصة من قبل الزوار والسياح خاصة وان تقديم الاطباق التقليدية يكون في صحون من طين وملاعق من خشب، وهو ما جلب العديد ممن يحنون الى زمن الماضي. طبق الشخشوخة واللبن الأكثر طلبا يعرف طبق الشخشوخة المسيلي في فصل الصيف إقبالا كبيرا على تناوله من قبل الزوار، وخاصة الاجانب منهم لما له من مذاق وطعم لا يوصف، لأنه يمتاز بحرارة كبيرة جدا نظرا لطريقة طهيه التي تعتمد على تحضير طبق الشخوخة المسيلية على فتات الكسرة، وهو عبارة عن عجينة مصنوعة من الدقيق يتم خبزها على شكل دائري ليتم طبخها على ما يعرف بلغة سكان المسيلة الطاجين ثم يتم بعد ذلك تفتيتها على شكل أجزاء صغيرة، توضع في صحن مصنوع من الخشب يعرف «بالمثرد» ليتم خلطه بالمرق، الذي يتم إعداده بالعديد من التوابل على غرار الثوم والبصل والفلفل الحار جدا، على أن يقدم طبق الشخشوخة رفقة لحم الدجاج ولبن البقر، الذي يعطي نكهة ومذاقا لا يوصف، ويساهم في خفظ درجة حراة الشخشوخة بعد الانتهاء من أكلها بالنسبة للجسم. ولعل الشيء اللافت للانتباه والمميز، أن العديد من المحلات تستعمل كل ما هو تقليدي من مقاعد وخيام وصحون وملاعق، وحتى الافرشة التي يتم الجلوس عليها، بالاضافة الى استعمال ماء القربة الممزوج بمادة القطران التي تعطيه نكهة ومذاقا لا يقاوم، ومن اصحاب المطاعم من قام حتى بصنع شبه بئر تقليدي وبه دلو لغسل الايدي عند الانتهاء من الأكل.