ألزم كاتب الدولة لدى وزير السياحة والصناعات التقليدية المكلف بالسياحة، محمد أمين حاج سعيد المستثمرين الخواص، بالحفاظ على المناطق الطبيعية المحمية، محذرا من استعمال الخرسانة أو الاسمنت أثناء إنجاز المشاريع السياحية بهذه المناطق، وأوضح حاج سعيد، لدى توقفه بحوض الدايرة بولاية النعامة، والمصنف ضمن اتفاقية رامسار الدولية، أن تحويل هذه المنطقة الرطبة إلى وجهة سياحية من شأنه أن يفتح العديد من مناصب الشغل، ويستقطب الزوار، الأمر الذي يتطلب إنجاز المرافق الترفيهية والهياكل لاستقبال العائلات والسياح، ولكن بالأخذ بعين الاعتبار المقومات الطبيعية للمنطقة، محذرا في هذا السياق المستثمرين من القيام بمشاريع من شأنها تدمير المنتوج البيولوجي الذي تتوفر عليه البحيرة. وتخضع البحيرة حسب الشروحات المقدمة لكاتب الدولة بعين المكان، إلى دراسة لتصنيفها كمنطقة للتوسع السياحي، مع العلم أنها تتربع على مساحة 80 هكتارا ويأوي إليها 17 نوعا من الطيور النادرة فضلا عن العديد من الحيوانات البرية و أشجار الفستق الأطلسي، كما استفادت من مشروعين سينجزان بمحيط المنطقة يتعلق الأول بمخيم سياحي والآخر منتجع. ورفض كاتب الدولة عرضا تقدم به المستثمر المستفيد من مشروع إنجاز منتجع بالمنطقة، والقاضي بإنجاز مصعد كهربائي يربط حوض الدايرة بالمناطق القريبة منه، لتسهيل تنقل العائلات والسياح، في ظل غياب وسائل النقل، وفضل الإبقاء على المنطقة بشكلها الطبيعي تفاديا لتعريضها للتلوث. ولعل من أكبر التهديدات التي تواجه هذه المنطقة الرطبة، زحف الرمال والصيد العشوائي، وقد أوضح ممثل قطاع الغابات بالمنطقة أن مديرية الغابات أخذت على عاتقها مهمة غراسة الأشجار على محيط الحوض لتثبيت التربة وحمايتها من الإنجراف وزحف الرمال، كما يقوم أعوانها بحراسة دورية لمحيط المنطقة لوضع حد للصيد غير المنظم والذي يتم عادة في الليل. وأقر حاج سعيد، أن ولاية النعامة تزخر بالعديد من المؤهلات السياحية التي تجعلها في مصف الولايات المنتجة للثروة، غير أنها بحاجة إلى أن تتحول إلى منتوج وصناعة سياحية موضحا أن ذلك لن يتم في معزل عن تكاثف جهود جميع الفاعلين في القطاع من أصحاب الوكالات السياحية، مسيري الفنادق، إضافة إلى القطاعات الأخرى المرافقة للنشاط السياحي. وختم كاتب الدولة المكلف بالسياحة، زيارته الميدانية إلى قطاعه بولاية النعامة بتفقد قرية قلعة الشيخ بوعمامة الواقعة بدائرة مغرار، حيث زار متحف دار الضياف وأبراج القلعة والقصر العتيق لمغرار التحتاني، إلى جانب الزاوية التي شيدها قائد المقاومة الشعبية في الجنوب الغربي سنة 1873م حيث إطلع الوفد الوزاري على مخطوطات وآثار قديمة، كما وقف عند النفق الذي إتخذه الشيخ بوعمامة مكانا لصناعة الذخيرة إبان مقاومة الإحتلال الفرنسي.