تمكّنت وحدة باتنة للجزائرية للجلود ومشتقاته من حجز مكانة مميّزة ضمن السوق العالمية للجلود بدولة إيطاليا التي تعتبر مركزا مهما لهذا النوع من المنتجات الحيوانية، حيث استطاعت الوحدة بفضل جودة منتوجها، تصدير أكثر من 60 ألف وحدة جلد نصف مصنع نحوها، خلال السداسي الأول من سنة 2022، وتراهن على تصدير كمية أخرى تفوق 75 ألف وحدة جلد، نهاية العام الجاري. كشفت مصادر عليمة من الوحدة المختصة في عملية جمع وصناعة وتحويل الجلود بولاية باتنة، عن جمع أكثر من 33 ألف وحدة من باتنة وبعض الولايات المجاورة بينها 5 ألاف وحدة صالحة للمعالجة والتصنيع بمناسبة عيد الأضحى المبارك، بعد إطلاق حملات توعية وتحسيس بضرورة جمع جلود الأضاحي وعدم رميها في المفرغات وإتلافها، مكنت الوحدة من جمع الجلود لإعادة صنيعها ثم تصديرها لخلق بدائل ثروة جديدة وتوفير العملة الصعبة دعما للجهود الوطنية في هذا الشأن. وأشارت ذات المصادر إلى تصدير الوحدة لأكثر من 60 ألف وحدة جلد نصف مصنع نحو دولة إيطاليا في تطور ملحوظ في نسبة الكمية المصدرة التي جعلت من جلود وحدة باتنة مطلوبة بالسوق الإيطالية، نظرا لجودتها ونوعيتها التي تشترك بين جلود الماعز والضأن. وأوضحت مصادر من الوحدة المتواجد مقرها بالمنطقة الصناعية بمدينة باتنة، أنّ عملية تصدير الجلود بطريقة نصف مصنّعة يشرف عليها إطارات وعمال مختصون في مجال المعالجة والدباغة الخاصة بالجلود نجحوا في رفع التحدي ويعوّلون على الدعم المتمثل في توفير المادة الخام من الجلود لتصنيعها ومن ثم تصديرها أو توجيهها للسوق الوطنية لمواجهة المنتوج الأجنبي المستورد. وبخصوص حصول الوحدة على المادة الخام، فأشارت ذات المصادر إلى تزودها بالجلود عن طريق شرائها من مجمعي الجلود الخواص سواء كانوا مواطنين أو فلاحين أو موالين وحتى المدابغ الخاصة بشرط استيفائها للشروط التقنية الضرورية، مشيرة إلى معالجة الوحدة يوميا ل2.000 وحدة جلد 1500 قطعة منها خاصة بجلد الضأن والباقي جلود ماعز وذلك عبر 6 ورشات بداية بالمرحلة الخام وصولا ليكون مادة نصف مصنعة جاهزة توجه للسوق الوطنية أو تصدر إلى الخارج ليتم تحويلها إلى منتجات مختلفة. ونجحت الوحدة في هذا التحدي بفضل تحديث تجهيزاتها سنة 2014، إذ تعتبر الوحدة من بين 5 مدابغ عمومية على المستوى الوطني تابعة للجزائرية للجلود ومشتقاته، تتربع على مساحة تقدر 25 ألف متر مربع دخلت حيز الخدمة سنة 1973، وهي أقدم وحدات الدباغة على المستوى الوطني، تحرص على الدفع بعملية التنمية المحلية خاصة ما تعلق بزيادة الإنتاج وكذا توفير ما تبقى من كميات الجلود كمادة أولية في السوق الوطنية وأيضا التصدير.