التهدئة تظل حلاّ مؤقتا ما لم يسوَّ الصراع من جذوره بعد ثلاثة أيام من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وبشكل أساسي على حركة الجهاد الإسلامي، والذي خلّف عشرات الشهداء والجرحى، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية. يتضمن اتّفاق التهدئة، عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل التصعيد الصهيوني، بما في ذلك فتح معابر غزة، وإدخال المستلزمات الطبية والأدوية اللازمة في هذه المرحلة لعلاج المرضى، والسماح بوصول الوقود الخاص بتشغيل محطة الكهرباء، كما شمل الإتفاق قيام الوسيط المصري بمتابعة ملف الأسرى الفلسطينيين. ولليوم الثالث على التوالي، واصل الجيش الصهيوني شن غاراته على قطاع غزة، ضمن عملية عسكرية بدأها عصر الجمعة، ضد أهداف قال إنها تتبع لحركة «الجهاد الإسلامي». وأسفر العدوان الصهيوني على غزّة والذي بدأ عصر الجمعة الماضية واستمرّ ثلاثة أيام، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، عن استشهاد 44 فلسطينيا من بينهم القياديان البارزان في «سرايا القدس»، تيسير الجعبري وخالد منصور، و15 طفلا و4 سيدات، وإصابة 360 بجروح مختلفة. وخلال تصديها للعدوان الصهيوني أطلقت المقاومة نحو 935 صاروخا صوب العديد من المناطق والمستوطنات الصهيونية، أدت إلى إلحاق أضرار في عدة منشآت، وإصابة عسكريين صهاينة بجروح. «الجهاد» تضع شروطها في السياق، قال أنور طه، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، إن حركته طلبت ببعض الضمانات والالتزامات من الوسطاء، وليس وعودا فقط، تتمثل بوقف العدوان بما في ذلك الاغتيالات، وكذلك وقف الهجمات والملاحقات التي يتعرض لها قادة الحركة في الضفة، إلى جانب ملف الأسرى. وقال رئيس الدائرة السياسية في حركة الجهاد الإسلامي في بيان، إن اتفاق وقف إطلاق النار «يتضمن التزام مصر بالعمل على الإفراج عن الأسيرين (باسم) السعدي و(خليل) عواودة المضرب عن الطعام». 12 شهيدا من «سرايا القدس» كما أعلنت «سرايا القدس»، الجناح المسلّح لحركة الجهاد الإسلامي، أمس، أن 12 شخصا من قادتها وعناصرها استشهدوا، خلال المعركة الأخيرة في قطاع غزة، وقدّموا أرواحهم ووقفوا في وجه العربدة الصهيونية». وأشارت إلى أنها فقدت اثنين من أبرز قادتها خلال المعركة وهما «القائد الكبير تيسير الجعبري، مسؤول المنطقة الشمالية، والقائد الكبير خالد منصور مسؤول المنطقة الجنوبية». وأوردت أسماء 10 شهداء آخرين، من بينهم «القائد رأفت الزاملي، والقائد سلامة عابد، والقائد زياد المدلل». المقاومة واحدة موحّدة في الأثناء، أعلن الأمين العام ل»الجهاد الإسلامي» زياد النخالة، أنه بحال عدم التزام الصهيانة بما تم الاتفاق عليه عبر الوسيط المصري، فإن الحركة ستستأنف القتال. وأكد أن الاحتلال الصهيوني كان تحت ضغط المقاومة الفلسطينية، وهو من سعى بقوة للوصول إلى اتفاق على وقف إطلاق النار. وقال النخالة في كلمة له مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أن «المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة سجلت إنجازا». وشدد على أن «حركة الجهاد هي اليوم أقوى وكل مدن العدو كانت تحت مرمى صواريخ المقاومة». وأشار إلى أن «58 مستوطنة كانت اليوم تحت قصف سرايا القدس، فضلا عن مدن تل أبيب وأسدود وعسقلان وغيرها من المدن المحتلة وسيطرنا على الميدان العسكري ولنا اليد العليا». وتابع: «لو حقق العدو إنجازا لما سعى للاتفاق مع الجهاد الإسلامي لوقف إطلاق النار برعاية مصرية». وشدد النخالة، أن «المقاومة اليوم تفرض معادلات مختلفة، والمقاومة في فلسطين لديها شعوب ودول تدعمها كما تدعم الولاياتالمتحدة إسرائيل». وشكر النخالة الشعب الإيراني ودولة إيران على دعمهما الشعب الفلسطيني، وقال النحالة أن «عنوان «وحدة الساحات»، رغم بساطته، فإن جوهره كبير جداً ونحن قاتلنا من أجل تثبيت وحماية هذا الشعار»، كما أكد على وحدة قوى المقاومة قائلا: «ونحن والإخوة في حماس في تحالف مستمر معهم ومع مختلف الفصائل والعدو لن يستطيع أن يفرق بيننا». وأضاف، «حماس لم تتدخل في المعركة، لكنها العمود الفقري لحاضنة المقاومة وسنحافظ على وحدتنا».