أكد رئيس الإتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين أوبيري منيب، أن إنشاء البنك الوطني للبذور في الجزائر، سيعزز استقلالية أمنها الغذائي ويضمنه مستقبلا، كما يحافظ على التنوع البيولوجي الهائل لأصناف البذور الأصلية المحلية التي تمتلكها. اعتبر أوبيري في تصريح ل «الشعب»، قرار إنشاء بنك البذور في هذا الظرف على ضوء الصعوبات التي يشهدها العالم في تأمين الغذاء، دليلا على مواصلة الجهات العليا بالبلاد تنفيذ مخططات التنمية الاقتصادية المتكاملة والمستدامة، وكذا دعم المنظومة الزراعية وتجسيد هذا المشروع الهام. وبحسبه، سيسمح البنك المستحدث لإنتاج البذور للكفاءات في القطاع الفلاحي بالقيام بدورها في تحسين الإرث الجيني لمختلف الأصناف النباتية الأصلية والسلالات المتنوعة، فضلا عن توفير فرص شغل لآلاف المهندسين الزراعيين والخبراء، وتكريس التعاون والتآزر بين أطياف المجتمع المدني، لاسيما المزارعين المتواجدين في الأرياف والقرى، الذين سيكون لإدماجهم وانخراطهم في مسعى المحافظة على البذور أثر إيجابي في تعزيز قدرات البنك. وتوقع منيب، تحوّل الجزائر، بعد دخول هذا البنك حيز الاستغلال والإنتاج المحلي للبذور، إلى سلة غذاء إفريقيا، وإمكانية مساهمتها بشكل كبير في تنمية الدول النامية التي تعاني من نقص حاد في الغذاء. إعداد بطاقية وطنية للبذور يرى رئيس الإتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين أوبيري منيب، أن وقف استيراد البذور في السنة القادمة، مرتبط بتهيئة أرضية إنشاء البنك الخاص بها، لتكثيف وإنتاج مختلف الأصناف، قصد توجيهها في حينها للقطاع الزراعي. وأوضح أن تجسيده على أرض الواقع بحاجة لخطوات ميدانية وإعداد بطاقية وطنية للبذور المتواجدة عبر كل مناطق الوطن، ليتم تكثيفها وتداولها واستغلالها بشكل مناسب للاحتياجات. مراحل استرجاع البذور وتطويرها أبرز المهندس الزراعي أوبيري، وجود عدة مراحل لاسترجاع البذور وتطويرها، ترتكز على اتباع خطوات تقنية لإنتاجها في مراحل زمنية مختلفة، بداية بإطلاق حملة إحصاء محلية للبذور التقليدية عبر كل المناطق الجغرافية، إعداد بطاقية وطنية لها حسب كل صنف، ثم جمعها والانطلاق في اختيار الأصناف المتميزة واقتناء الأنسب منها لمباشرة تطويرها وإنتاجها ميدانيا. أما المرحلة الموالية تتمثل في معالجة وإدخال التحسينات الجينية على الأصناف الرديئة النوعية والإنتاجية، ويأتي في الأخير مرحلة الترويج والتسويق لهاته الأصناف الحديثة. في هذا الصدد، كشف أوبيري، بأن الاتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين أطلق دراسة ومبادرة وطنية لإحصاء وجمع مختلف البذور النباتية والأصناف الموجودة عبر مناطق البلاد، من ثم العمل على التعاقد مع الفلاحين لتكثيفها وصولا إلى إعادة تكييفها وتحسينها تحت إشراف المعاهد التقنية المختصة، إلى حين بلوغ مرحلة التخزين ببنك البذور واستغلالها وقت الحاجة. يكتسي البنك الوطني للبذور أهمية إيجابية قصوى متعددة الأوجه، فبالإضافة إلى كونه عاملا أساسيا في تحقيق الأمن الغذائي الوطني وتحييد الاقتصاد من اضطرابات الأسواق الخارجية، سيعمل أيضا على تخفيف العبء على الخزينة العمومية وترشيد نفقاتها بإنهاء مشكل استيراد كل أصناف البذور.