انضمت سكيكدة إلى الثورة، منذ الساعات الأولى، شملت كل تراب الولاية دون استثناء، لقن من خلالها مجاهدو وأهالي المنطقة العدو دروسا رائعة ونادرة في البطولة والفداء والتضحية، كللت بالنصر المبين، فكان نصرا حقيقة ومجازا بالرغم من السياسة الاستعمارية وحرب الإبادة التي مارسها العدو على أهالي المنطقة بوحشية، لا يمكن تصورها عبر إقامة المحتشدات، بداية من 1956، وصل عددها إلى حوالي 117 محتشد. قامت السلطات الاستعمارية ببناء 79 ثكنة عسكرية، إضافة إلى 10 ثكنات للدرك الفرنسي، و62 مكتبا للشؤون الأهلية أو مثلما تعرف ب «لاصاص La SAS، زيادة على أربع محافظات للشرطة دون الحديث عن الشرطة السياسية، وعن العدد الكبير من المجندين ضمن شبكة العملاء، دون إغفال القوات الضخمة للقواعد البحرية العسكرية. أنجز المحتل مطارين عسكريين، ولم يكتف بهذا، بل عين سنة 1955 السفاح «أوساريس» على رأس الجهاز المخباراتي داخل مدينة سكيكدة، بإنشاء 21 مركزا للتعذيب مجهزا بأحدث وأبشع وسائل الاستنطاق غير الإنسانية، منها أربع مراكز للتعذيب بمدينة سكيكدة. تؤكد وثيقة تاريخية صادرة عن مديرية المجاهدين بسكيكدة، أن عدد شهداء الثورة التحريرية بالولاية سكيكدة، بلغ خلال الفترة الممتدة من الفاتح من نوفمبر إلى غاية 1962، 7272 شهيد، منهم 682 شهيد، سقطوا عبر تراب بلدية سكيكدة، و12 ألفا و530 شهيدا سقطوا في هجومات 20 أوت 1955. ولأن وحشية المستعمر لا توصف، فقد ذكر نفس التقرير الصادر عن مديرية المجاهدين للولاية، بأنه ومنذ انطلاق الثورة المباركة لأول نوفمبر، قام العدو بمجازر رهيبة وعمليات تقتيل جماعية، منها مجزرة 20 أوت 1955 من خلال تخصيصه ل20 مكانا دفن فيه أهالي المنطقة أحياء، وهي ملعب سكيكدة ومشتة الزفزاف، ومشتة بارو، وفلفلة والحدائق وأمجاز الدشيش وجندل وسيدي مزغيش، والحروش ورمضان جمال وعزابة، وعين شرشار وزردازة، والقل والسبت وحمادي كرومة وبني زيد.